يحلم الأطفال من اللاجئين السوريين كغيرهم بمستقبل مشرق، كان منهم من يريد أن يكون طبيبا، أو مهندسا، أو فنانا، أو محاميا، والكثير.
إلا أن أحلامهم لا زالت تصغر وتصغر في ظل واقع اللجوء الذي فرض على بعضهم مدرسة من صفيح، كما فرض على بعضهم الآخر الشارع كخيار وحيد لكسب لقمة العيش بدلا من التعليم.
زار فريق "سوريون بيننا" إحدى المنشآت التعليمة في مخيم الزعتري، ورصد مجموعة من الطلاب هناك، أجمع معظمهم على أن المدرسة وهي عبارة عن خيمة كبيرة أو كرفان لا تستطيع أن تلبي احتياجاتهم التعليمية، ويتمنون أن يعود بهم الزمن إلى الوراء لمتابعة تعليمهم في مدارسهم بسوريا.
وشكى بعضهم أيضا عدم قدرتهم على حضور صفوفهم بسبب رفض أولياء أمورهم فكرة التعليم، بحجة الأوضاع المادية السيئة، حيث يتسرب عدد كبير من الطلاب السوريين في مدارس مخيم الزعتري، بسبب توجههم إلى العمل في الشوارع أو عند أصحاب المهن المختلفة بسبب الفقر.
وكان للعادات والتقاليد الأثر الكبير على اتخاذ أولياء أمور بعض الطالبات قرارا بإخراجهن من مدارسهن، لاعتقادات مفادها أن "ليس للمرأة مكان إلا بيت زوجها حتى لو حصلت على أعلى الشهادات"، وهذا حال الطفلة راوند التي أجبرت على ترك مقعد الدراسة بسبب الأفكار والاعتقادات التي تسود مجتمعها.
من جهته صرح مدير شؤون اللاجئين السوريين في الأردن وضاح الحمود، أن المخيم مجهز بمجمعات تعليمية لخدمة الطلاب، وأنهم على تعاون مع منظمة اليونسف ومنظمة الحفاظ على الطفل، لوقف تسرب الطلاب وزيادة وعي أولياء أمورهم بأهمية متابعة أطفالهم للتعليم.
واتخذت وزارة التربية والتعليم الأردنية، إجراءات لمعالجة وضع الطلبة السوريين المتسربين من المدارس، عبر إلحاقهم ببرامج للتعليم غير النظامي، بالتعاون مع منظمة كويست سكوب ومركز الدعم الاجتماعي التابع للصندوق الأردني الهاشمي، وذلك ضمن برنامج تعزيز الثقافة للمتسربين.
جيل من الأطفال السوريين، فقد حاضره ولكنه لا يريد أن يفقد الفرصة في بناء مستقبله، يحلم بواقع أفضل وبيئة تكفل حقوقه في التعليم.