السكن أكثر ما يؤرق اللاجئين خارج المخيمات

السكن أكثر ما يؤرق اللاجئين خارج المخيمات
الرابط المختصر

7% من اللاجئين السوريين في الأردن يقيمون في مخيمات اللجوء، حسب تصريح مدير إدارة شؤون اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود، وتتوزع الأغلبية الباقية على مدن المملكة بنسب مختلفه تحمل العبء الأكبر منها مدن الشمال، حيث تجاوز عدد اللاجئين السوريين عن عدد السكان الأردنيين في مدينة إربد

وفي بيان صحفي صادر عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، صرح أنتونيو غوتيريس أن حاجة العوائل السورية النازحة ستضطرها للجوء إلى استراتيجيات البقاء البديلة، حيث سيتسرب الأطفال من المدارس بحثاً عن العمل، وسيتعرض الكثير من النساء للاستغلال، بما في ذلك مماسرة الجنس من أجل البقاء.

ليست إغاثة العائلة النازحة هي الهدف الأهم بالنسبة لجمعية الكتاب والسنة الخيرية، فمنع استغلال حاجة الطفل أو والدته دفعتهم للقيام بمشروع كفالة سكن عائلة يتيمة، بسبب قيام بعض المحتالين بتسجيل الأطفال الأيتام في أكثر من جمعية والحصول على مساعدات مضاعفة عنهم واختلاسها لاحقا، حسب تصريح مدير جمعية الكتاب والسنة زايد حماد.

وتكفل الجمعية ضمن المشروع 350 عائلة سورية لاجئة، يقيمون حاليا في 10 أبنية متوزعة على مدن المملكة، وتترافق الكفالة مع الرعاية التربوية للأطفال وتعليم أمهاتهم مهنا مفيدة لهن في حال انقطاع الكفالة مستقبلا، بهدف حمايتهم من أي استغلال ممكن لحاجتهم.

وبهدف مساعدة اللاجئين السوريين في إيجاد سكن مناسب للمعيشة، قامت بعض الهيئات الدولية والجمعيات الإغاثية ومنها المجلس النرويجي، بتنفيذ مشاريع خاصة بإسكان عوائل من اللاجئين الأكثر حاجة من الفئة الأضعف ماديا.

أكبر المصاعب أمام اللاجئ السوري هي إيجاد سكن مناسب بأقل أجر ممكن، حسب اللاجئة السورية أم محمد، التي كانت تسكن في قبو لا تدخله الشمس في لواء الطيبة في مدينة إربد، تتدبر إيجاره البالغ 100 دينار أردني بصعوبة، كونها تعيل ثمانية أفراد بلا زوج يساعدها.

اليوم تسكن أم محمد في شقة منفردة مدفوعة الأجر لمدة عام ونصف بفضل مشروع الإسكان الذي ينفذه المجلس النرويجي في مدينة إربد، فبعد زيارة فريق النرويجية للمنطقة تم تسجيلهم ضمن المستفيدين من المشروع وحصلو على شقة صحية منفصلة بعد شهرين.

أم زيد لاجئة سورية أخرى حصلت على شقة لعائلتها بعد 4 أشهر من الانتظار، تقول أن صحة أطفالها تحسنت في السكن الجديد، فالشمس تدخلة كل صباح، وأصبحت العائلة في وضع مريح نفسيا، لتلتفت الأم إلى رعاية أطفالها ومتابعة تعليمهم في المدرسة.

وعن مشروع السكن وضح مدير المجلس النرويجي بيتر كوستهريز لـ"سوريون بيننا"، أن المجلس تمكن من تسكين 4000 عائلة سورية لاجئة في مدينة إربد، ويخطط لتسكين 8000 عائلة أخرى تنتظر دورها في إيجاد السكن.

وأضاف كوستهريز أن المجلس يتفق مع أصحاب السكن غير المكتمل على دفع مبالغ مالية لإكمال بناء السكن أو إكسائه، بشرط أن يتم تسكين عائلة سورية لاجئة فيه مدة معينة من الزمن حسب المبلغ المدفوع الذي تم الاتفاق عليه.

السكن ملاذ آمن للإنسان، ووطنه الصغير الذي يمنحه الشعور بالأمن والأمان في جميع الظروف، حصل عليه بعض اللاجئين السوريين بفضل مبادرات إغاثية دولية، ولكن الكثير المتبقي منهم لا يزال محروما منه.