مع حلول فصل الشتاء ببرودته القاسية في محافظة المفرق، تتجلى حاجة اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري للتيار الكهربائي، لتأمين الدفء لأبنائهم، فيما تعمل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين على زيادة ساعات تشغيل التيار في المخيم إلى حوالي العشر ساعات.
ومع استمرار انقطاع التيار الكهربائي في المخيم، تتجدد معاناة اللاجئين التي يواجهونها كل شتاء، مع انخفاض درجات الحرارة، لتزيد حياتهم صعوبة على مرارة اللجوء.
رامي، أحد لاجئي المخيم، يسرد معاناة طفله المصاب بالربو ويستعين بتبخيرات الأوكسجين، إلا أن إقامته على أطراف المخيم، تحول دون مراجعته للمستشفيات لدى الحاجة، إضافة إلى صعوبة شرائه مولدة كهرباء.
ويطالب رامي بزيادة ساعات تشغيل التيار الكهربائي نهارا، والسماح لهم بالخروج من المخيم لشراء مادة البنزين المستخدم بتشغيل المولدات.
ويؤكد اللاجئ محمد القاطن في المربع الثامن من الزعتري، أن نظام الكهرباء في المخيم غير كاف لحاجات اللاجئين، وخاصة التدفئة، لافتا إلى ضعف التيار عند بداية التشغيل.
فيما يشير مسؤول الإعلام والاتصال في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين محمد الحواري، إلى رفع عدد ساعات تشغيل التيار الكهربائي إلى قرابة العشر ساعات، لشدة حاجة اللاجئين للتدفئة خلال فصل الشتاء.
ويدعو الحواري اللاجئين إلى عدم تشغيل المدافئ الكهربائية لفترات طويلة، تجنبا للحوادث التي شهدتها السنوات السابقة، من التحميل الزائد للتيار الذي يؤدي إلى تلف المحولات الكهربائية، ولضمان استمرار تقديم التيار لقاطني المخيم.
وستقوم المفوضية، بحسب الحواري، بإزالة أي اعتداء أو تمديد عشوائي للأسلاك الكهربائية داخل المخيم، موضحا أن الأعطال التي قد تقع فيه تؤثر على مناطق واسعة من المدن المجاورة لارتباط الشبكة الكهربائية في تلك المناطق.
ومع كل الجهود المبذولة لتقديم الدعم للاجئي الزعتري، إلا أنهم يبقون بمهب رياح برد الشتاء، وكأنهم تجسيد لحالي أهالي مدنهم السورية الذين يعانون من انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي.