وسائط النقل من أهم عناصر تطور البنية التحتية في أي مدينة، لذا طور اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري هذه الوسيلة، لسد الثغرة القائمة والحاجة الملحة في وسائط النقل، فأصبحت بابا من أبواب الرزق وأحد الخدمات المهمة التي يصعب الاستغناء عنها.
إنه الحنطور أو الطنبر، والذي بات متواجدا في أزقة مخيم الزعتري، ليصل عدده لما يقارب الأربعين عربة، تعمل على نقل كل شيء بأسعار زهيدة، تقترب من إمكانية اللاجئين المادية على دفع الأجور.
هيثم يملك حنطورا في مخيم الزعتري، يقول أنه صنع العربة داخل المخيم واشترى الحمار بـ 300 دينار من خارج المخيم، ودخل به عبر الشيك دون أن يواجه العقبات، وكان هدفه إيجاد وسيلة للكسب المادي.
ويضيف هيثم أن الدخل الذي يؤمنه ليس ثابتا، ففي بعض الأيام قد يكسب 50 دينارا في اليوم، في حين تمر أيام قد لا يجني فيها شيئا، حيث يرتبط عمله بالحاجة لنقل الحصى والرمال أو بعض الأحمال الكبيرة الحجم داخل المخيم.
ويؤكد هيثم أن الربح الذي يؤمنه من هذا العمل جيد، فطعام حماره يوميا يكلفه ما يقارب الدينارين ثمنا للشعير، ويستكمل باقي وجبات الحمار من بقايا الخضروات والفواكه التي يجمعها من النفايات في سوق الخضار.
اللاجئ السوري أبو كمال يرى أن الحاجة أم الإختراع، فنقل الأحمال والبضاع أمر لا بد منه في أي مجتمع، ويضيف أبو كمال أن أصحاب السيارات الخاصة التي تعمل في مخيم الزعتري تطلب أجورا مضاعفة عن الاسعار في باقي مدن المملكة.
ويضيف أبو كمال أن الحنطور يعمل على نقل بضائع تجار السوق من البوابة الرئيسية وإلى مكان بيعها، إلى جانب نقل الحصى والرمل اللازم لردم الحفر وتسوية الأرض قرب الخيام والكرفانات تلافيا لتجمع المياه في فصل الشتاء.
ظاهرة مسيئة للمخيم واللاجئين السوريين حسب رأي اللاجئ أيهم عرفة، فالحنطور أصبح من الماضي، ولم يعد موجودا في جميع أنحاء العالم، ويستغرب عرفة عدم وجود أي وسيلة نقل في المخيم حتى الآن.
ويضيف عرفة أن جميع هذه العربات تعمل لتامين دخل لأصحابها، فسعر عربة الرمل أو الحصى اليوم 10 دنانير، بينما قد تصل تكلفة نقل بعض الأحمال إلى 35 دينارا في بعض الأحيان، وذلك حسب المسافة المقطوعة.
ويوضح عرفة أن حافلة وحيدة تعمل على نقل الركاب بالمجان، سخرها مالك أحد المولات لنقل الركاب من أمام المول التجاري، وفي خط سير محدد عبر المخيم، لمساعدة المشترين في نقل ما يحملون من مواد غذائية.
وكانت وزيرة النقل لينا شبييب قد دعت في زيارة لها لمخيم الزعتري إلى التعاون مع وزارة النقل لتأمين وسائط النقل داخل المخيم، مؤكدة على أهمية إعطاء التصاريح للباصات والمركبات العائدة لوزارة النقل، خاصة العاملة على الخطوط الضعيفة للعمل في مخيم الزعتري.
من جانبه أكد مدير هيئة تنظيم النقل العام في المفرق خليل شاهين أن الوزارة مستعدة لتسيير عربات وآليات نقل داخل المخيم وتنظيم عملية النقل فيه، ويضيف شاهين أن المخيم يقع إداريا تحت سلطة الأمن العام، وهي الجهة المخولة باتخاذ القرار في هذا الشأن وليس وزارة النقل.
"الحنطور" مصدر دخل قديم جديد، نراه في الأماكن السياحية كثيراً كأيقونة من التاريخ، إلا أنه اليوم وسيلة فعالة للنقل في مخيم الزعتري للاجئين السوريين.