الجرحى السوريون.. نزف على فراش "الإهمال"

الجرحى السوريون.. نزف على فراش "الإهمال"
الرابط المختصر

يضيق أفق توقعات العديد من الجرحى السوريين في الأردن حول مصيرهم الصحي، مع تزايد المعيقات التي تضاعف من آلامهم، بدلا من وجود وسائل ترعاهم صحيا وتؤهلهم نفسيا وجسديا.

فرغم محاولاتهم للفت الأنظار إلى محنتهم الإنسانية، كانت معاناة البعض تتضاعف وحالاتهم الصحية تزداد سوءا، حتى قضى بعضهم متأثراً بجراحه، في حين شاءت أقدار البعض الآخر بأن تستمر معاناتهم، ليسلموا أمرهم لها.

اللاجئ أبو مؤيد فقد أحد أقربائه نتيجة ما اعتبره إهمالا طبيا؛ موضحا أنه كان يحتاج إلى صورة طبقية محورية بعد عملية جراحية أجراها دون أن يكون الجهاز متوفرا في المستشفى، وعندما تم نقله إلى مستشفى آخر طلبوا منه تأمين مبلغ 5000 دينار أردني، إلا أنه لم يلبث ساعات قليلة ليفارق الحياة.

أما الجريح نزار فقد بترت قدمه اليمنى بعد إصابته بقذيفة بشكل مباشر، فيشير إلى أنه بحاجة إلى تركيب طرف صناعي، بسبب التقرحات التي تشكلت على قدمه نتيجة عدم تلقيه الدعم الكافي لتلقي العلاج.

رئيس رابطة الجرحى السوريين في الأردن يسار عوير، يوضح أن العديد من حالات الوفاة ناجمة عن "الإهمال"، وقلة الدعم المقدم للجرحى، فيما ساءت حالات كثيرة.

ويقدر عوير أعداد الجرحى السوريين في الأردن بما يقارب الـ16500 جريح، منهم 500 حالة بحاجة إلى الخدمات الطبية العاجلة من أطراف وأدوية، منوها إلى وجود عدد كبير من الجرحى عادوا إلى سورية لعدم توفر الدعم الطبي لهم.

"فيما انعدم الدعم المالي للرابطة بشكل تام بعد أن كان هناك حماس من الدول الخليجية بدعم ملف الجرحى، الأمر الذي تسبب بإغلاق 15 داراً للاستشفاء من أصل 20 دارا موزعة على محافظات المملكة"، بحسب عوير.

مدير مستشفى الرمثا الحكومي الدكتور يوسف الطاهات، المحاذي للحدود الأردنية السورية، يوضح أن إصابات الجرحى  يتم تقييمها لمعرفة مدى خطورتها ومن ثم  تحويلها للمستشفيات الحكومية والخاصة في المملكة.

ويشير الطاهات إلى تراجع أعداد الجرحى السوريين الذين يصلون إلى المستشفى خلال الفترة الحالية عما كانت عليه سابقا، حيث تتراوح ما بين 3 إلى 4 أسبوعيا.

من جانبه، يؤكد الناطق في وزارة الصحة الأردنية حاتم الأزرعي، أن مستشفيات المملكة قدمت الخدمات الصحية والرعاية الطبية للمصابين جراء الحرب الدائرة في سورية.

جرحى يفارقون الحياة وآخرون ترهقهم المعاناة، تحولوا في نهاية المطاف إلى حالات منسية ومهملة وسط ظروف إنسانية صعبة ألقت بظلالها على كافة جوانب حياتهم.

54