الجرحى السوريون.. آلام جسدية بأعماق نفسية
تنعكس آلام الجرحى السوريين الجسدية الذين وصلوا إلى الأردن لتلقي العلاج، على أعماقهم النفسية، كغيرهم من مصابي الحروب، الأمر الذي يتطلب اهتماما حقيقيا للتخفيف من هذه الآثار، وإعدادهم نفسيا وإعادة إدماجهم لمواصلة حياتهم كأفراد منتجين.
وعد، فتاة سورية أصيبت بطلقة قناص، وانتقلت للعلاج في الأردن، تحسنت جسديا، إلا أنها توجهت لمنظمة "سوريات عبر الحدود"، لمعالجة الآثار النفسية التي تعرضت لها نتيجة الإصابة.
وتشير وعد إلى محاولة المنظمة معالجة هذه الآثار من خلال الأنشطة المتعددة كالرحلات الترفيهية، وإقامة دورات تعليمية في مجالات الحاسوب واللغة الانجليزية، الأمر الذي منحها ثقة بنفسها، وتقبلا لوضعها.
كما يؤكد المصاب محمد، تلقيه للتأهيل النفسي في المنظمة، من خلال الدروات التعليمية والمهنية، بما يساهم باعتماده على ذاته معيشيا في المستقبل.
وتوضح خزنة كاتبي وهي إحدى المسؤلات عن "سوريات عبر الحدود"، أن المنظمة تقدم العلاج الفيزيائي للمصابين والجرحى السوريين، إضافة للتأهيل النفسي ضمن تدريبات دورية.
كما تعمل المنظمة على محاولة تأمين فرص عمل لعدد منهم ممن يتلقون دورات الحاسوب، واللغة الانجليزية بالتعاون مع المركز البريطاني، بحسب كاتبي التي تشير إلى تخريج 280 جريحا من المنظمة.
وتقدر أعداد الجرحى السوريين في الأردن بحوالي 16500 جريح، منهم 500 حالة بحاجة إلى العلاج الفوري .
وتبقى آمال الجرحى السوريين معقودة بالعودة إلى ديارهم لتضميد جراحهم الجسدية والنفسية، مع إصرارهم على الحياة رغم كل المحن التي يواجهونها .