الترفيه والضحك طريقة جديدة لعلاج الأطفال نفسيا
تترك الحرب أثارا وصدمات نفسية على نفوس الأطفال، وقد لا يدرك الأهل والمجتمع هذا الأثر وما يصاحبه من زعزة نفس الطفل وأمنه مدى الحياة جراء ما شهده من أشكال للقسوة والعنف.
حذرت منظمة حفظ الطفل اليونسف من أن 1,2 مليون طفل سوري أصبحوا يعيشون في خيام أو في مجتمعات مضيفة، مما يعرضهم للضغوطات والمشكلات النفسية.
أعداد الحالات المتزايدة التي تعاني من مشكلات نفسية بين أطفال اللاجئين السوريين في الدول المستضيفة، دفعت الخبراء المختصين في منظمات حفظ الطفل واليونيسف للقيام بدراسات مستفيضة للوصول إلى حلول وبرامج تعيد تأهيل الأطفال، ومن بين هذه البرامج استخدام الضحك والنشاطات الترفيهية بدل المهدئات وآثارها السلبية على صحتهم.
الطفلة السورية سوسن الجاسم كانت تهرب وتبدء بالبكاء كلما سمعت صوت الطائرات، كل صوت أو شخص غريب كان يثير خوفها، بعدما نجت من القصف الجوي في درعا، حيث وضعت نفسها في عزلة عن أقرانها من الأطفال، لكنها بدأت تزور مواقع الدعم النفسي التي ترعاها اليونيسف ومنظمة حفظ الطفل والمؤسسات المعنية بشؤون اللاجئين، وعبرت عن سعادتها كونها تخلصت من خوفها وعزلتها عن الآخرين.
اللاجئ والمعالج السوري عبد الرحيم الأبازيد تطوع في المشاركة في مثل هذه النشاطات، حيث تحدث عن العلاج بنوبات من الضحك وإحضار مهرجين والقيام بنشاطات جماعية من شأنها أن تزيد من ثقة الطفل بقدراته، مؤكدا أن غالبية الحالات التي تتردد عليهم، كانت تهرع من أي ضجيج وتشعر بالخوف عند مشاهدة أي شخص يرتدي لباس أمني أو زي أخضر.
كما عبر اللاجىء سمير الشامي عن فرحته بشفاء أطفاله من النوبات العصبية والتشنجات، بعد ترددهم على مراكز العلاج النفسي في منظمات حفظ الطفل، مؤكدا أنه لم تعد هناك حاجة لتعاطي الأدوية والمهدئات متجنبين آثارها النفسية.
مديرة منظمة حفظ الطفل صبا المصط أشارت لـ"سوريون بيننا" أن المنظمة تقوم ببرامج ترفيه ودعم وتدخل نفسي، وتسعى لتتعامل مع تبعات ما شاهده الطفل أو ما وقع عليه من آثار نفسية نتيجة مشاهدته للعنف أو وجوده في بيئة غير أمنة أو غير صديقة لطفل كمخيمات اللجوء، حيث أن هذه البرامج تكون مبنية على دراسات وقواعد علمية تسعى لسد الفجوات في النمو الكامل للأشخاص.
وتجدر الإشارة أن دراسة بريطانية تحدثت عن فوائد العلاج بنوبات من الضحك واستخدام برامج الترفيه، حيث يستخدم الضحك كوسيلة علاجية، ويساهم بإفراز هرمون بعد عدة نوبات من الضحك تساعد على زيادة نسبة الأكسجين في الدم وزيادة عدد الكريات البيضاء وتنشط العضلات والدورة الدموية،وتساعد الأطفال على التخلص من المشاكل النفسية .
الخبير الاجتماعي الدكتور محمد حباشنة أكد أن خسارات الطفل لا تكون نفسية فقط عند مشاهدته أعمال العنف والقصف، بل تتعداها لخسارات مركبة من اضطربات التأقلم مع البيئة الجديدة وشعور الفقدان، موضحا أنها جميعا تربك الطفل وتغير سيكلوجيته بشكل مريع، منوها إلى ضرورة التدخل والعلاج من قبل المنظمات الراعية لحقوق الطفل، مشيرا إلى أن العلاج بالضحك والألعاب الترفيهية والنشاطات الجماعية المختلفة تساعد الطفل وتقلل من أعباء الاضطرابات والمشاكل النفسية المتكررة وتعيد الطفل لحالته الطبيعية.
نشاطات ترفيهية ودراسات اجتماعية ترصد واقع أطفال اللاجئين السوريين ومشاكلهم، لعلها تعيد الابتسامة لأطفال فقدوا طفولتهم وتساعد في تقليل الآثار والاضطربات النفسية التي ولدتها آلة الحرب.
إستمع الآن