التأهيل النفسي... ومضة أمل جديدة في حياة الأطفال السوريين

التأهيل النفسي... ومضة أمل جديدة في حياة الأطفال السوريين
الرابط المختصر

لم يعرفوا الطفولة يوما، لكنهم عرفوا الدماء مبكرا، أطفال تفتحت أعينهم في زمن الحرب ليبقى صوت القذائف وطلقات الرصاص تلاحقهم في رحلة لجوئهم إلى الأردن.

تحدثت والدة إسراء اللاجئة السورية وعمرها خمسة أعوام، لـ"سوريون بيننا" أن ابنتها ما تزال تعيش بحالة رعب على الرغم من مرور ما يقارب العام على سقوط صاروخ على الملجأ في داريا، إلا أن أصوات القصف و العديد من المشاهد المؤلمة ما زالت عالقة في ذاكرتها.

ولفتت والدتها أيضا أن إسراء تلقت صدمة بعد فقدان والدها الذي قتل قنصا في سوريا، وأن صراخها ليلا على والدها يوقظ كل من حولهم.

أما ماجد وعمره تسع سنوات فبات يعاني من حالات تشنج وصعوبة في نطق بعض الحروف بشكل صحيح، عوضا عن العصبية وحب التملك، بعد أن سقطت قذيفة على بيته قبل عام ونصف.

اللاجئة السورية "رفاه" تحدثت لـ"سوريون بيننا" أن أطفالها باتوا يعانون من التبول اللاإرادي، بالإضافة إلى ظهور علامات الخوف والعنف على ابنها محمد ذي العشر سنوات، على الرغم من مرور عامين على خروجه من حمص.

الأخصائي النفسي الدكتور محمد أبوهلال، أكد على ضرورة عودة الأطفال إلى حياتهم الطبيعية من خلال مساعدتهم على العودة إلى المدارس، وتوفير مساحة للعب والاشتراك بنشاطات جماعية مخففة.

وأشار أبوهلال إلى بعض الأعراض النفسية التي قد يعاني منها الأطفال بعد تلقي الصدمة، كالخوف الشديد و التعلق بالوالدين ورفض الذهاب إلى المدرسة والانطواء والعدوانية، بالإضافة إلى التبول اللاإرادي والتراجع في النطق والكلام.

وأضاف أبوهلال أن علاج مثل هذه الحالات يبدأ بتوفير مكان آمن بعيدا عن الإساءة والاستغلال، فضلا عن إعادة دمج الأطفال في محيط مماثل لهم، وعبر أنشطة وألعاب تبعدهم عن صور الحرب التي عاشوها، مشيرا إلى أن بعض الحالات تحتاج إلى جلسات نفسية طويلة الأمد في عيادة متخصصة.

في جمعية المستقبل الزاهر للصحة النفسية اطلع فريق "سوريون بيننا" على برامج الدعم النفسي للأطفال الذين يصنفون ضحايا للحرب في سوريا.

احدى المتخصصات المشرفات على علاج الأطفال منار حسن تحدثت عن استقبال المركز لنحو ثلاثين طفلا سوريا يعانون من اضطرابات نفسية شهريا، عن طريق فريق البحث الاجتماعي العامل في الجمعية، في حين تستقبل مراكز أخرى تابعة للجمعية في محافظة اربد و مخيم الزعتري أعدادا متفاوتة.

في مسرح عمون في العاصمة الأردنية عمان، أقيم عرض مسرحي لأطفال سوريين بعنوان "رسالة من مخيم الزعتري"،والذي يأتي ضمن برنامج الرعاية النفسية والاجتماعية للأطفال السوريين.

سلام حداد متطوع في منظمة الهلال الأحمر القطري ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي في مخيم الزعتري، أكد أن العرض المسرحي يأتي ضمن برنامج السايكودراما للأطفال، مشيرا اإلى أن الأفكار والنصوص كانت من إبداعات الأطفال، وأن الفريق كان وسيلة لتحقيق هذه الإبداعات.

وتجدر الإشارة أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" قد أعلنت أن 7.3 مليون طفل سوري تأثروا بالصراع الدائر، منهم 1.7 مليون طفل لاجئ.