الإعاقة بين اللاجئين.. جرح جسد وآلام روح

الرابط المختصر

سوريون بيننا - مراد المصري

لا تزال موجات اللاجئين السوريين إلى الأردن متواصلة، ومن بينهم فئة كبيرة ممن أصابتهم آلة الحرب بأجسادهم، فأفقدتهم أطرافهم أو أدت إلى إعاقات حركية، ما خلف آثارا نفسية عليهم، وخاصة بين شريحة الأطفال منهم.

 مريم، طفلة سورية أصيبت في قدمها بأحد الصواريخ في منطقة درعا، أدى إلى بترها، حيث خيّل لأهلها بأن حياتها قد انتهت وقتها، إلا أنهم  لم يستطيعوا وصف بهجتهم بمعاودتها السير بعد تركيب طرف صناعي لها، لتمارس حياتها الطبيعية من جديد.

فيما تعرض ابن اللاجئة السورية أم حسين، الأكبر لإصابة أدت  إلى إعاقة حركية حالت دون تمكنه من السير على قدميه.

وتشير أم حسين إلى تكاليف العلاج المرتفعة من أدوية وعلاج فيزيائي ووظيفي، كل ذلك على أمل رؤية ابنتها يسير من جديد، وتنتهي معاناته التي لا تخفى من عينيها.

من جانبه، يوضح مسؤول التأهيل في معهد الملكة زين الشرف عبد عنتر، بأن المعهد ومن خلال المؤسسة الإيطالية، قدم الأطراف الصناعية لما يزيد عن 50 حالة، وبأن هناك عددا كبيرا ما زالوا على قوائم الانتظار.

ويضيف عنتر، بأن المركز لا يكتفي بتقديم الأطراف الصناعية لمحتاجيها فقط، بل يقوم بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والعلاج فيزيائي و الوظيفي لهؤلاء الأشخاص الذين تترك إعاقتهم آثارا نفسية سلبية.

 الباحث الاجتماعي والنفسي، حسام فتياني ، يوضح بأن للإعاقة آثار إجتماعية ونفسية كثيرة لذوي الإعاقة، كتراجع الثقة بالذات، وعدم قدرتهم على إعادة تكوينها، ومخاوفهم من فقدان قيمتهم وفعاليتهم الاجتماعية، خاصة مع النظرة المجتمعية السلبية النمطية لذوي الإعاقة.

ويلفت فتياني إلى ما يواجهه ذو الإعاقة من جانبين، أولهما الإعاقة بحد ذاتها، وثانيهما المجتمع من جهة أخرى، فـ"الإعاقة تمثل لبعض الأشخاص تحديا كبيرا، إلا أنه يمكن تجاوز فكرة عجزه عن الحركة، أو أن يستسلم لها.

ويؤكد أن للمجتمع دورا هاما بدمج ودعم ذوي الإعاقة من خلال النظر لهم كجزء أساسي من المجتمع، والعمل على التأقلم مع وجود الإعاقة فيه، وبأن ذوي الإعاقة قادرون على الإنجاز والإنتاج والفعالية لزرع الأمل بداخلهم.

وتشير التقديرات إلى أن عدد الجرحى السوريين في الأردن بلغ حوالي 16500 جريح ، منهم أكثر من 500 حالة حرجة، فيما تجاوز عدد المصابين بفقدان الأطراف والذين استفادوا من تركيب الأطراف الصناعية أكثر من 200 حالة خلال العالم الجاري.

لم تقف آثار الحرب السورية على تهجير أبنائها، بل امتدت لتسقط آلاف الضحايا، وآلاف المعاقين جراء الإصابات بنيرانها، إلا أن العيون تبقى معلقة آمالها على انتهاء ذلك الكابوس، ولملمة الجراح والعودة إلى الوطن.