الأمهات السوريات لا يحلمن بأكثر من وطن وولد

الأمهات السوريات لا يحلمن بأكثر من وطن وولد
الرابط المختصر

لاتنفك اللاجئة السورية أم عادل عن التعبير عن أملها بعودة ابنها المفقود منذ سنتين ونصف ليعايدها كما كان يفعل في السابق بعيد الأم، "لقد كان دائما يفاجئني بعيد الأم، افتقد تلك الأيام التي كان أبنائي يجتمعون فيها لمعايدتي كل عام"، تقول أم عادل.

عيد الأم يعود على الأمهات السوريات مرة أخرى، دون أن يحمل الهدايا التي ينشدنها منذ خمسة أعوام،انتظار دون جدوى، بين ألم فراق الزوج أوالإبن أوالأقارب، وأمل العودة إلى وطنهن، تقف أحلامهن على باب العيد الذي لم يحققها لهن حتى اليوم.

"أتمنى أن يعود الشهداء ويعايدونني كما كانوا يفعلون"، اللاجئة السورية الخمسينية ام علاء تتمنى أن يعود بها الزمان إلى الوراء لتكون بصحبة أبنائها الثلاثة الذين قضوا في النزاع داخل سورية، وتشير إلى أنها لجأت إلى الأردن منذ عامين وتعيش ظروفا صعبة دون معيل، هي اليوم لا تعرف لعيد الأم معنى بعد فقدت أبناءها وتركت أهلها وابتعدت عن بلدها.

بينما تؤكد اللاجئة السورية أم خالد أن أعظم هدية لها في عيد الأم ستكون زيارة قبر ولدها الذي دفن ولم تره، ولم تحضر دفنه.

فقدان الأحبة، لم يكن ما ينغص فرحة الأمهات السوريات في عيدهن فقط، فهموم العيش الكريم، وانعدام فرص عملهن، كان واحدا من أكثر ما يشغل بال الكثيرات منهن، أم مالك هي والدة لثلاثة أطفال، لا تنتظر هدية من أطفالها ولا زوجها، ولا تستطيع أن تقدم الهدايا للأمهات القريبات منها، لأن كل ما تملكه هو القسيمة الغذائية، وما يقدم لعائلاتها من الجمعيات الخيرية  يذهب ثمنا لأجار المنزل.

أستاذ علم النفس الدكتور محمد حباشنة يؤكد أن النكران هو الواقع الذي تعيشه الأم السورية، موضحا أن الكثير منهن يعشن حتى اليوم حالة متواصلة من التعب والمعاناة لم تنته بعد، ولم تأخذ الأمهات السوريات وقتهن في ممارسة شعور الفقدان والحسرة، كما لم يأخذن مساحة كافية للتأقلم على وضعهن الجديد.

ويضيف حباشنة أن الدفاعات النفسية لدى الأمهات اللاجئات متمركزة على آلية الدفاع النفسية الأولى وهي النكران، وعدم تصديقهن فقدان شخص عزيز، متمنيات أن يعود شخص "ميت" إلى حياته، موضحا أن الخروج من هذه الحالة يكون لدى الأشخاص ذوي المناعة النفسية العالية، فيما تبقى الكثيرات من الأمهات اللاجئات في حالة النكران هذه بسبب البيئة المختلفة وطبيعة الحياة التي لم تؤهلهن للقبول بخساراتهن.

خمس سنوات على الحرب ولم يجد الفرح سبيلا إلى قلوب الأمهات السوريات في عيدهن، خسارات متتالية أصبح قليلها يزرع ابتسامة الرضا على وجوههن، رغم كل ما يواجهنه من تهميش لقضاياهن في بلدان اللجوء.

أضف تعليقك