الأفراح الحورانية في "الزعتري"... تتمسك بالتقاليد رغم الصعوبات

الأفراح الحورانية في "الزعتري"... تتمسك بالتقاليد رغم الصعوبات
الرابط المختصر

رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، إلا أن الكثير من شبانهم يحملون في جعبتهم أملا بمستقبل أفضل، ويواصلون حياتهم الاجتماعية من خلال الزواج وإقامة الأفراح وإنجاب الأطفال مستقبلا.

دعا اللاجئ السوري نادي فريق "سوريون بيننا" لحضور حفل زفافه المقام في مخيم الزعتري، حيث يقطن وعائلته وعروسه، حيث رافقناه في كل طقوس الاحتفال والذي يبدأ عادة بتقليد الحنة في اليوم الأول، ويعلن من خلاله للجميع أن العريسين أصبحا من المتزوجين.

يتم صبغ خنصر العريس في بيته بالحنة في أجواء يغمرها المرح على أنغام الأغنيات الفلكلورية، بينما تطلق قريباته الزغاريد التي تصدح في أرجاء المكان، وفي منزل العروس تُلون أيدي العروس أيضا بالحناء في احتفال آخر يملؤه الفرح.

أبو كمال أحد أقرباء العريس يقول لـ"سوريون بيننا" أن التقاليد الحورانية تقتضي الاحتفال بالزواج سبعة أيام متوالية، تبدأ بيوم الحناء للعريسين يليها يوم العرس والدخلة، وتبدأ بعدها الاحتفالات بقية أيام الأسبوع.

ويضيف أبو كمال أن الذبائح تقدم في الأعراس بكرم كبير، ولابد من تناول أكلة المليحي الحورانية بقطع لحم الخروف في اليوم الأول، يليها المنسف الحوراني المشبَّع بالمرق المصنوع من الجميد.

سابقا كانوا يزفون الفتاة على فرس، يقول أبو كمال، وترتدي المردان في زفتها، وهو قفطان من الجوخ الفاخر مطرز بخيوط الذهب، وتزين رأسها بنطاق من ليرات الذهب، إلا أن التقاليد تغيرت مع الأيام حيث يزفون العروس اليوم بفستان أبيض.

في اليوم التالي بدء احتفال العرس منتصف النهار، حمل الأصدقاء العريس، وبدأت الأهازيج، يرتلها الشباب بصوت جهوري، وأنزلوه عند باب كرفانة أهله لتناول الغداء الأخير في بيته، والذي يعتبر متواضعاً جداً ضمن ظروف المخيم.

بعد الغداء ركب وجوه القوم والأقرباء السيارات، وانطلقنا إلى منزل أهل العروس، حيث دخل كبير العائلة ومعه رجالها، جلسوا لمدة دقائق قصيرة وطلبوا الإذن بأخذ العروس إلى بيتها الجديد.

خرجت العروس مزدانة بالمردان الحوراني، ممسكة بيد عريسها وركبت السيارة السوداء وانطقلنا إلى منزل العريس، ليدخل بيته على عجل، ورحلنا تاركين العريسين في يومهما الأول معا.

في اليوم الثالث حضرنا إلى منزل العريس لنبارك له، فجلسنا في الكرفانة التي كان أثاثها 6 فرشات من الإسفنج وبضعة دروج منتصبة من البلاستيك، وهي ما يعتبر الأثاث الكامل لغرفة العريس.

سألنا العريس كيف استطاع في هذه الظروف أن يتزوج، فكان جوابه قصيراً ومقتبضاً: رغم الظروف الصعبة التي نمر بها هنا وفي سورية، نحن أقوياء، لا نيأس ولن نستسلم.

أهل العريسين وأقرباؤهم وأحباؤهم وحتى جيرانهم "نزلوا إلى الدبتشة" كما يقولها أهل حوران ، تدق أرجلهم الأرض ببأسٍ، معلنة أن إرادة الحياة لا محالةَ ستنتصر.

أضف تعليقك