الأطفال يشكلون 51.8 % من إجمالي اللاجئين السوريين

الأطفال يشكلون 51.8 % من إجمالي اللاجئين السوريين
الرابط المختصر

يشكل أطفال اللجوء السوري في الأردن وبحسب الإحصاءات الرسمية 51.8 % من إجمالي اللاجئين البالغ عددهم نحو 1.4 مليون سوري بين وافد ولاجئ، الأمر الذي يستدعي بحسب حقوقيين الاهتمام بشريحة الأطفال ومحاولة خلق تفاعل أكبر بين الأطفال السوريين والأردنيين على حدّ سواء.

المختص بالصحة العامة الدكتور عدي خصاونة اكّد أن نجاح عملية اندماج الأطفال، خاصة طلاب المدارس، يجب أن تبدأ بعملية مسح شاملة لتحديد الأولويات والصعوبات التي يعاني منها هؤلاء الأطفال، ومحاولة وضع خطط مستقبلية تؤمن لهم عملية حياتية ناجحة تبدأ من تخطّي " متلازمة " ما بعد الصدمة التي يعاني منها الكثير من الأطفال اللاجئين، بعيد ترحيلهم من وطنهم و وجودهم في مكان جديد.

وحول الصحة النفسية وأهميتها في تسهيل اختلاط الأطفال السوريين بنظرائهم الأردنيين، أشار الخصاونة إلى أن دراسات أجريت مؤخراً في قسم الصحة العامة في جامعة العلوم والتكنولوجيا تشير إلى أن عدداً كبيراً من الأطفال يعانون القلق والكآبة نتيجة ما علق في أذهانهم من صور الحروب وغيرها في سوريا، الأمر الذي يتوجب معالجة هذه المتلازمات قبيل الشروع بالنظر في عملية دمجهم مع الأطفال الأردنيين.

رانيا حمور أم ولاجئة سورية قالت لـ"سوريون بيننا" إنها لا تمانع أبداً من اختلاط ابنتها في المدرسة أو خارجها مع أبناء الأردنيين، ولفتت إلى أن العادات والطباع المعيشية متشابهة، ولا داعي أن تنبّه الأم السورية ابنتها إلى عدم مخالطة الغير، وإنما زرع الثقة في نفوس الأطفال بالمجتمع المحيط، ما دام تعامله الأخلاقي والبيئي يحافظ على شخصية وكيان الطفل اللاجئ.

أما فاتن الخالدي والتي عملت كمدرسة في إحدى المدارس الأردنية فأكدت أنها لا تحبّذ أن يختلط أبناؤها مع نظرائهم من الأردنيين وذلك بعيد عدّة مواقف تعرضوا لها طلب الأطفال من والدتهم، " عدم الذهاب إلى المدرسة عدّة مرات"، بحسب قول الخالدي، التي أضافت أيضاً إلى أن عمر الطفل يحدد إذا ما أمكن اختلاطه مع غيره أم لا، فالصغار دون عمر السادسة لن تستطيع توجيههم أو توعيتهم بمن يمكنهم الاختلاط بهم عن سواهم.

حول دور المنظمات الدولية المعنيّة بعملية انخراط الأطفال بالمجتمع المحيط، أشار مدير الإعلام والاتصال في منظمة اليونيسيف سمير بدران، إلى أن المنظمة  لازالت تبذل جهوداً كبيرة في سبيل تعزيز العلاقات بين الأطفال من كلا البلدين، موضحاً أن هناك مجلّة ستصدر قريباً عمل عليها الأطفال اللاجئين السوريين مع الأطفال الأردنيين، كما أن هناك انعقاد مستمر لورشات عمل تجمع الطرفين في محاولة من اليونيسيف لتعزيز مفهوم التشاركية.

وإن كان الأطفال اللاجئين منذ بدايات الأزمة في سوريا قد تأقلموا أو بدأوا بذلك في المجتمع الأردني، فإن حديثي اللجوء لا زالوا يعيشون في صدمة ما بعد اللجوء والتي تحدث الكثير من المراقبين عنها، داعين إلى تجاوزها.كد أك

أضف تعليقك