سوريون بيننا - فتون الشيخ
أطلق المنبر العالمي للشباب مشروعا بعنوان "الأردن بعيوننا"، وذلك بهدف تعزيز الاندماج بين اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف، من خلال تعبير كل لاجئ عن نظرته إلى الأردن بصورة من تصويره، وعرضها لكافة المجتمع.
وظهرت نتائج هذه المشاريع على فئة كبيرة من كلا المجتمعين، وتغيير النظرة الأولية بينهما.
اللاجئ السوري عدنان سمّان، أحد المشاركين يوضح كيف أتاحت فكرة التصويرالفرصة له بممارسة هوايته وطموحه بنشر صوره على نطاق واسع.
ويضيف سمان أنه عبّر من خلال صورته التي أسماها "أمسية من أمسيات كثيرة للذكرى في عمان"، عن إحساسه بالأمل والراحة التي وجدها بين صفوف من البيوت المتراكمة والشبابيك الصغيرة المضيئة، والتي تنبعث معها صوت الحياة والحميمية، معربا عن أمله بأن تصل صورة الأردن بجمالها وطبيعتها التي استقبلت السوريين ببيئة خالية من العنصرية.
أما اللاجئ السوري عبداللطيف محجوب، فقد طرح مشكلة يعاني منها منذ خمس سنوات، عن طريق صورته التي امتلأت بالإشارات الحمراء التي تمثل حدود الأردن المغلقة من كل الجهات أمام اللاجئ المقيم داخلها، بحيث لا يمكن من يدخل الأردن من السفر أوتجربة الفرص في بلدان أخرى، ليقرر الاستقرار له ولعائلته.
طالبة الفنون رند الطريفي، تؤكد ما كان لمبادرات الاندماج التي انطلقت بشكل مكثف في كافة أنحاء المملكة، من فضل بتغيير نظرتها عن اللاجئين السوريين، والتي كانت تقتصر على أنهم قد جاءوا إلى المملكة طلباً للمساعدات، ولم يتحملوا نتيجة عملهم الذي بدأوه في بلدهم.
وتشير الطريفي إلى تزايد معارفها وقائمة أصدقائها من بين السوريين، بعد ما اختلطت معهم بكافة المستويات والشرائح، موضحة بأن أن هذه النسبة المثقفة والمتعلمة لم تتهجر من بلدها طمعاً بضئيل المساعدات التي تقدمها المنظمات الإنسانية لهم.
وتضيف بأنها تعرفت على شعب يحمل قضية ويدافع عنها ويخلق حوله أجواء من العطاء والإبداع رغم اللجوء والمعاناة، وقد يستفيد المجتمع المحلي من هذا التجربة كثيراً.
مديرة المشروع في المنبر العالمي كارولين بوس توضح أن المشروع، جاء بهدف مساعدتهم بالاندماج أكثر في المجتمع المضيف، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن الزاوية التي يرون البلد من خلالها، وكيف يبدو البلد بعيون اللاجئين.
وتلفت إلى أن الصور المشاركة ستكون متاحة للجميع في كافة محافظات المملكة، وخارج الأردن في بلدان استقبلت اللاجئين كألمانيا والدنمارك، للمساهمة بإدراك المواطنين لمشاكل اللاجئين وتفاصيل حياتهم، للعمل على الضغط على حكوماتهم وإعطاء حقوق أكثر للاجئين.
هذا وتعد مساعدة اللاجئين السوريين والمجتمع المضيف للاندماج، من أهم المساعدات المجتمعية المقدمة في الوقت الحالي، لأثرها على تخفيف الضغط النفسي والمشاكل اليومية المتزايدة التي يعانون منها.