سوريون بيننا - محمد الشريف
بعد سنوات من معاناة اللاجئين السوريين في الأردن في مجال تأمين فرصة عمل تخفف من أعباء الحياة عنهم، جاء قرار الحكومة الأردنية بإعفاء العمالة السورية من رسوم تصاريح العمل، كبارقة أمل لهم، حتى أن العديد منهم أعادوا النظر بفكرة الهجرة إلى الدول الأوروبية والغربية التي كانت تراودهم سابقا.
اللاجئ السوري أبو أحمد، يؤكد أنه كان يحلم بقبوله ضمن برنامج إعادة التوطين, بسبب معاناته بالعمل, وتزايد أعباء المعيشة إلى درجة عدم تمكنه من دفع إجار سكنه، وتأمين حاجات أطفاله الأساسية, ما دفعه للتفكير بالسفر، إلا أن قرار الإعفاء من رسوم تصاريح العمل جعله يعدل عن ذلك، بعد أن ساعده بالحصول على فرصة عمل تمكنه من ممارسة عمله وعيشه حياة مستقرة.
كما كان اللاجئ السوري أبو سعيد الحلبي، يتطلع إلى الهجرة، إلى أن أجرى مقابلتين ضمن برنامج إعادة التوطين، بعد ما واجهه من صعوبات بالحصول على تصريح عمل يتيح له ممارسة حرفته بالخياطة دون مخاوف من الملاحقات الأمنية.
إلا أن أبو سعيد، قرر إصدار تصريح عمل بعد قرار الإعفاء، ليتقدم للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين باعتذار عن الهجرة إلى كندا كما كان مخططا لبرنامج إعادة التوطين.
من جهته، يؤكد مدير مديرية العمالة الوافدة في وزارة العمل ماجد الجازي، وجود إقبال كبير على إصدار تصاريح العمل من قبل العمالة السورية منذ صدور القرار، لافتا إلى أنه لا توجد إحصائية محددة لعدد التصاريح الممنوحة لهم، إلا أن التقديرات تشير إلى استصدار حوالي 200 تصريح يوميا.
وتقدر وزارة العمل معدل النشاط الاقتصادي بين السوريين بـ28%، أي حوالي 217,952 عاملا سوريا، فيما بلغ عدد المشتغلين من السوريين المتواجدين في الأردن قبل وبعد اللجوء بصورة منظمة أو غير منظمة حوالي 85000 عامل, وعدد العاطلين عن عمل من السوريين المتواجدين في الأردن قبل وبعد اللجوء بحوالي132,950 شخصا.