تعاني شريحة واسعة من الطلبة السوريين في الأردن، من معضلة عدم تمكنهم من متابعة الدراسة الجامعية، مما دفع المؤسسات التعليمية والمنظمات الدولية لوضع خطط وبرامج منح جامعية تساعدهم في متابعة تحصيلهم العلمي.
فقد أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع " EDU-SYRIA" لدعم جهود الطلبة السوريين والأردنيين الراغبين بإتمام دراستهم الجامعية في المملكة، وذلك بتقديم منح دراسية لكل من مرحلتي الماجستير، البكالوريس، والدبلومات التقنية واللغة.
الطالب السوري يزن الجهماني لجأ إلى الأردن بعد احتدام المعارك في منطقة درعا، ولم يجلب معه إلا شهادة الثانوية، إلا أن عدم قدرته على تصديقها من مؤسسات التعليم السورية وسفارة بلده، حال دون إكماله لمسيرته التعليمية.
أما الشاب السوري محمد الأبازيد، فقد هرب من جامعة دمشق بعد ازدياد حملة الاعتقالات بحق الناشطين المعارضين خاصة كونه من مدينة درعا، حيث لم يستطع حتى إحضار شهادته الثانوية، أو كشف للمواد الدراسية التي أمضى ثلاث سنوات في تعلمها على المقاعد الجامعية.
ولا تعد الأوراق وتصديقها المشكلة الكبرى إذا ما قورنت بعدم قدرة الطلبة المستوفيين للأوراقهم اللازمة، على دفع الرسوم المالية لساعات التسجيل، فالطالب السوري هيثم، يقارن بين الدراسة المجانية في بلاده، وتقسيم المواد في الأردن إلى ساعات دراسية باهظة الثمن، حيث تكلفته السنة الدراسية 4000 ديناروالتي لا يملك نصفها، بسبب منعهم من العمل، ونفاد مدخراتهم المالية.
فيما يعاني كثير من الطلبة السوريين من عدم اعتراف المؤسسات التعليمية الأردنية بالشهادة الصادرة عن وزارة التربية والتعليم في الحكومة السورية المؤقته التابعة لللإتلاف السوري لقوى المعارضة، مما يمنعهم من التقدم للمنح الجامعية، واكتفائهم بدراسة دبلومات مهنية ودورات أخرى.
يذكر أن مشروع المنحة الأوربي، يدار من الجامعة الألمانية الأردنية بالنيابة عن الاتحاد الأوربي، وذلك بالتعاون مع بعض المؤسسات التعليمية الأردنية كجامعتي اليرموك والزرقاء، وكلية القدس.
هذا وعقد لقاء تعريفي بالمنحة السبت الماضي في جامعة الزرقاء، حيث جرى الحديث عن الجامعات والمؤسسات التي يستطيع الطلبة المستفيدون من المنحة التسجيل فيها، والتعريف بمتطلبات القبول والأوراق المطلوبة للتسجيل، بحضورحوالي 2000 طالب سوري وأردني.
وأشار رئيس جامعة الزرقاء الدكتور محمود الوادي، إلى أن المشروع يعتبر الأول من نوعه، ويقدم خدمات تعليميه للشباب الأردني والسوري، مؤكدا أن الجامعة بصدد قبول الطلبة في مختلف التخصصات خلال الفصل الدراسي المقبل، وبدء التسجيل في الأسبوع الأخير من شهر شباط.
وأكد مدير برامج التعليم والشباب في بعثة الاتحاد الأوروبي لدى المملكة جوب ارتس، أن الاتحاد يركز على تعليم اللغات الإنكليزية والفرنسية والألمانية، إضافة إلى وجود فرصة بعد البرنامج المكثف للالتحاق بجامعة الزرقاء لتطوير القدرات والمهارات التعليمية، ومنح درجة دبلوم أو كلية عالية بعد الثانوية.
وسيقدم المشروع 500 منحة ممولة من الحكومة الهولندية، في جامعة الزرقاء وبواقع 200 مقعد دراسي، كما ستقدم منح دراسية لمؤسسة طلال أبو غزالة للتعليم عن بعد، ومنحة للطلبة الذين حصلوا على درجة البكالوريس من الجامعة الألماني، ومجموعة من المنح الممولة من الاتحاد الأوربي لعدة مئات من الطلبة من حاملي درجة المجاستير.
وأكد ارتس، أن اختيار الطلبة المقبولين بكل شفافية، مع إعطاء الأولوية للطلبة السوريين المنقطعين عن دراستهم الجامعية.
وأوضح مدير المشروع من الجامعة الألمانية الأردنية الدكتور ضياء الدين أبو طير، أن المشروع ممول من الاتحاد الأوروبي بقيمة 4 ملاين يورو، وسيوفر في المرحلة الأولى 400 منحة دراسية للطلبة السوريين والأردنيين، فيما تشمل المرحلة الثانية 1000 منحة.
وأشار أبو طير إلى أن الأولوية في التسجيل للطبة الذين يحملون أوراقهم اللازمة في المرحلة الأولى، فيما سيقوم مكتب الاتحاد الأوروبي في المرحلة الثانية بالتواصل مع نظيره في سورية، للعمل على الحصول على أوراق كل من يرغب بالتسجيل بعد أخذ موافقة الطالب بجلب أوراقه من سورية.
طلاب سوريون يطمحون إلى متابعة دراستهم الجامعية، ليستطيعوا بناء بلدهم الجديد الذي يحلمون به، إلا أن التكاليف العالية، وفقدان الأوراق المطلوبة، قد تكون أسبابا تحول دون حلمهم.