أنظار السوريين بين الانسحاب الروسي وجنيف

أنظار السوريين بين الانسحاب الروسي وجنيف
الرابط المختصر

 

أثار القرار غيرالمتوقع الذى أصدره الرئيس الروسى  بوتين، بانسحاب جزء كبير من القوات الروسية من قواعدها في سورية، موجة من الدهشة حول العالم وخاصًة بين الشعب السوري، الذي كان على يقين بانسحابها، إلا أن التوقيت كان مفاجئا.

 

وكانت وسائل الإعلام الرسمية سورية وروسية، قد أكدت أن الانسحاب لن يكون كاملاً، وهو ما أبلغه بوتين بصفة رسمية للأسد، عبر الهاتف، حيث أوضح أن الانسحاب للقوات الأساسية، فيما تبقى القواعد البحرية والجوية التى أنشأتها القوات الروسية مؤخرا على الأراضى السورية.

 

اللاجئ السوري نضال، يصف الانسحاب الروسي بـ"الجيد نوعا ما"، مشيرا إلى أنه كان لا بد منه، إلا أن هنالك مخاوف من مخططات سياسية قد تمرر "من تحت الطاولة"، وذلك لقوة العلاقة "السورية الروسية".

 

أما اللاجئ أيمن فيرى في الانسحاب بداية لنهاية الحرب في سورية، وبداية السلام فيها.

 

وأعرب بعض السوريين عن تخوفهم من الانسحاب الروسي المفاجئ، الذي جاء تزامننا مع انطلاق محادثات السلام في جنيف، فيما يراها آخرون بادرة جيدة للحد من القتل في بلادهم، مؤكدين أنه جاء بعد تحقيق الأهداف الروسية بإنشاء قواعد حربية .

 

إلا أن بعض الناشطين، يذهبون إلى أن التدخل الروسي كان خطأ فادح منذ البداية، فيما جاء الانسحاب بعد تخبطات كبيرة وخسائر تكبدتها القوات الروسية، وبعد تيقنها من عدم مقدرتها على تحقيق أهدافها، بحسب الناشط فراس من الأراضي السورية.

 

ويرى الكاتب الصحفي منار الرشواني، أن الانسحاب الروسي المفاجئ يخدم التسوية السياسية في سوريا، لكن يبقى"الشيطان في التفاصيل"، وأن تاريخ المواقف الروسية منذ اندلاع "الثورة" السورية لا تدعو للثقة بموسكو، إضافة إلى أن النظام مازال يصر على مواصلة الحل العسكري و"القتل الجماعي" للشعب السوري، على حد تعبيره.

 

 

"فتخوف الشعب السوري تجاه موسكو مبرر، خاصة إذا كان هنالك اتفاق روسي أمريكي حول سورية، بعيدا عن مصالح الشعب، ولا يمكن الاطمئنان إلا لحل سوري سوري، الأمر الذي بات خارج أيديهم، بسبب فتح الباب للتدخلات الأجنبية"، يقول الرشواني.

 

 

وبينما تفاوتت ردود السوريين موالين ومعارضين على انتشار هذا الخبر، الذي استقبله السوريون كمفصل محوري في مراحل "الثورة" السورية، بين مشككٍ بالنوايا الروسية وبين متخوفٍ مما هو قادم.

 

 

فيما تؤكد الرواية الرسمية السورية أن قرار الانسحاب، كان بناء على تنسيق بين دمشق وموسكو، في الوقت الذي تتجه أنظار السوريين إلى العاصمة السويسرية جنيف، بانتظار ما تخرج به المحادثات بين ممثلي الحكومة والمعارضة من نتائج.