يستقبل اللاجئون السوريون العام الجديد على أمل العودة إلى بلدهم، فبعد أن اعتادوا استقبال كل عام في أجواء من البهجة و السرور، إلا أن العام الراحل حملهم متاعب أكبر عن أعوام سابقة، في ظل الظروف المعيشية الصعبة، ورفع المنظمات الإغاثية أيديها عنهم.
وأجمع كثير من اللاجئين السوريين في الأردن على أن العام الجديد قد يحمل نهاية الأزمة التي أوشك عامها الرابع على الانتهاء، وعودتهم إلى منازلهم التي هجروها.
ناصر جابر لاجئ سوري مقيم في عمان تحدث لـ"سوريون بيننا" أن ما يتمناه في العام الجديد هو العودة إلى بلده وخروج المعتقلين من السجون، إضافة إلى انتهاء كافة أشكال العنف، وأن يعم السلام على بلده.
أما أم أيمن فكل ماتتمناه أن يحمل العام الجديد الخير لبلادها والعودة القريبة إلى منزلها الذي فارقته منذ عام و نصف وانتهاء الحرب.
وإن كانت أغلب أمنيات السوريين ذات طابع "عام" ، إلا أن ما يتمناه فادي هو العودة لدراسته الجامعية، على الرغم من إصابته التي لم يشف منها بعد.
نيلما الشامي متطوعة في جمعية المستقبل الزاهر للصحة النفسية تحدثت لـ"سوريون بيننا" عن امنيتها في أن يكون للجمعية دور أكبر في الأردن، من خلال تطوير برامج الدعم النفسي في مخيم الزعتري، وأن يكون أكثر فعالية، وأن يكون يكون وضع اللاجئ السوري أفضل مما هو عليه من جميع النواحي، مشيرة إلى ضرورة منح السوريين حق العمل وممارسة حياتهم الطبيعية.
وللأطفال أيضا كلمات بريئة تختصر معاناة بلاد أوشكت الأزمة فيها دخول عامها الخامس دون أن يلوح حل في الأفق.
دانيا طفلة سورية عمرها ثمانية أعوام تتمنى العودة إلى مقاعد الدراسة مع صديقاتها، وأن يعيش الأطفال في أمان و سلام.
عبدالسلام بيطار، ممثل المجلس الوطني في الأردن، أكد أن امنيات السوريين تتجلى في إيجاد حل لقضيتهم والعودة إلى بلدهم ومنازلهم حتى وإن كانت مدمرة.
وأشار البيطار إلى أن المجتمع الدولي أعطى وعودا كثيرة منذ بداية الثورة ولكنها لم تتحق لعدم حصول الدول على مصالحها في سوريا، وأضاف أن هذه الوعود أصبحت بعيدة المنال بسبب اختلاف المجتمع الدولي على آلية حل الأزمة السورية، وتنازع المصالح وخلق مشاكل في الداخل السوري بهدف الحفاظ على كيان النظام القديم.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و390 ألفا، بينهم نحو 650 ألفا مسجلين كلاجئين لدى الأمم المتحدة، فيما دخل البقية قبل بدء الأزمة بحكم القرابة العائلية والتجارة، ولا يعيش من اللاجئين داخل المخيمات المخصصة لهم سوى 97 ألفا، ويتوزع البقية على المجتمعات المحلية في الأردن.