أكاديمية لتعليم رياضة التيكوندو في "الزعتري"

الرابط المختصر

تلقى رياضة التيكوندو في مخيم الزعتري إقبالاً كبيراً وشعبية واسعة بين اللاجئين السوريين في المخيم، حيث تم إقامة أكاديمية لتعليم هذه الرياضة بإشراف مدربين سوريين وطاقم من المدربين والمختصين الكوريين بالتعاون مع إدارة المخيم، وتسهم هذه الرياضة في إخراج الأطفال من الضغوط النفسية، كما تعزز من ثقتهم بأنفسهم.

رياضة التايكوندو واحدة من الرياضات الكورية التقلدية القديمة، ويعتبرها ممارسوها أكثر من مجرد مهارة قتالية جسدية، تسهم برفع اللياقة البدنية وتنشيط الذهن وزيادة القدرة على التركيز، وتجديد النشاط وتحسين الصحة العامة.

لطالما أرادت الطفلة ربا، أن تلتحق بنادي لتعلم التيكوندو في سورية، قبل لجوئها لمخيم الزعتري، إلا أن سنها الصغيرة كانت حائلا دون ذلك، واستطاعت ربا أن تحقق رغبتها بتعلم هذه الرياضة من خلال التحاقها بالأكاديمية في المخيم، حيث تحمل الآن الحزام الاحمر في اللعبة.

واستطاعت الطفلة إيناس التي كانت تتردد إلى الأكاديمية بصحبة أخيها، أن تعزز ثقتها بنفسها من خلال تعلمها لمهارات الدفاع عن النفس، بعد أن التحقت بالأكاديمية.

فيما نجحت الطفلة بتول اليوم بتكوين صداقات جديدة في الأكاديمية، وهي أصغر لاعبة تيكوندوا في فريق المخيم.

المدرب السوري فادي البكاوي يؤكد أن رياضة التيكوندو أسهمت في تعزيز ثقة أطفال اللاجئين بأنفسهم، مشيرا إلى أنها ساعدتهم على التخلص من الضغوطات النفسية، وفي زيادة التركيز وتنشيط الذهن وتنمية الفكر والبنية الجسدية، حيث حصل أغلب المتدربين من الأطفال على الحزام الأسود ووصلوا إلى فئة وامتحانات الواحد والاثنين دان.

ويضيف البكاوي أن الأكادمية تعلم الأطفال عدة مهارات من بينها مهارات الزراعة والموسيقى، وتقيم نشاطات التخييم والكشافة التي تندرج في برنامج تدريب التيكوندوا بهدف تعزيز التعاون وتحسين العلاقات بين أطفال المخيم.

وتضم الأكادمية بين 250 إلى 300 لاعب يشرف على تدريبهم نخبة من المدربين الكوريين والسوريين، وطاقم من المختصين في العلاج النفسي والصحي.

مسؤول العلاقات العامة في المشروع الكوري العالمي للاجئين KRP ديفيد جيخون تشوي أكد لـ"سوريون بيننا" أن المنظمة افتتحت أكاديمية التيكوندو من أجل الأطفال السوريين، فالرياضة ليست فقط رياضة جسدية ولكنها تمنحمهم الصحة العقلية، مشيرا إلى أن أطفال اللاجئين يعانون من صدمة نفسية وهي ليست صدمة مزدوجة نتيجة الحرب في سورية ثم حياتهم في المخيم.

منظومة الدفاع عن النفس وتحقيق هدف الحصول  على مراكز مرتفعة في لعبة التيكوندو يظل بعيدا كل البعد عن أساليب العنف التي قد يكتسبها أطفال اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء، باعتبارها البديل الأمثل لتفريغ ما يحملونه في طيات ذاكرتهم من مشاهد عنيفة قد يعكسونها بصورة أو بأخرى من خلال سلوكهم مع الآخرين.

أضف تعليقك