أطفال سوريون أثقل براءتهم اليتم والإعاقة

الرابط المختصر

يعد الطفل السوري في بلدان اللجوء، الحلقة الأكثر تأثرا بانعكاسات الحرب الدائرة في بلدهم، لتزيد من معاناة العديد منهم بفقدان ذويهم، إضافة إلى الإصابات الجسدية التي حملوها في رحلة اللجوء.   الطفلة السورية منيرة، والتي تتلقى العلاج في مركز بدر للمشاريع العلاجية، المعني برعاية الأطفال السوريين، تستذكر لحظات فقدانها لأسرتها، خلال قصف استهدف بلدتها في ريف درعا، لتكتشف أنها لم تعد يتيمة فقط، بل تصاب بساقها التي اضطر الأطباء لبترها.   إلا أن الإعاقة لم تنس منيرة أحلامها بمتابعة مسيرتها التعليمية، إضافة إلى مشاركتها الأسبوعية بتدريبات على العمل المسرحي، فيما تؤرقها فكرة العودة إلى بلدها وسط مشاهد القصف والدمار التي ترعبها.   أما الطفل مصطفى، فلجأ إلى الأردن مع جدته التي باتت آخر أفراد عائلته بعد قصف طال ريف حلب، ليجد نفسه رهين الإعاقة إثر إصابته بشظايا في الورك والساعد، حيث يتلقى العلاج والمتابعة الصحية في مركز "سوريات عبر الحدود".   وتروي الجدة رحلة علاج حفيدها التي بدأت في تركيا، لتنتهي في أحد مستشفيات الأردن، حيث نجح الأطباء باستعادة قدرته على الحركة بعد العديد من العمليات الجراحية، واستمراره بالعلاج الفيزيائي، على أمل تحسن حرك يده المصابة.   وتوضح الدكتورة سمارة الأتاسي، وهي إحدى القائمات بأعمال المركز، أن مهمتهم تتمحور بتقديم الرعاية الطبية للأطفال من ذوي الإعاقة وخاصة غير المصحوبين، وتأمين السكن لهم.   وتضيف الأتاسي، أن فريقاً من المركز يقوم بمتابعة الحالات المتواجدة في مستشفيات المملكة، لتحديد الحالات المهملة منها ونقلها إلى المركز، وتقديم العناية الطبية اللازمة لكل حالة.   مسؤول حالات حماية الأطفال غير المصحوبين في الهيئة الطبية الدولية، حمزة اللقطة أن المنظمة تعمل على إيصال مثل هذه الحالات إلى المنظمات الدولية المختصة، والمساهمة بتأمين تركيب أطراف اصطناعية لذوي الإعاقة منهم لدى منظمة "هاندي كاب" وغيرها من المنظمات المعنية بالأطفال.   "كما تعمل الهيئة بفروعها في المملكة على تأمين أسر بديلة لرعاية الأطفال غير المصحوبين، ومتابعتهم من قبل مرشدين اجتماعيين، أو  ونقلهم لدور الرعاية البديلة، وإشراكهم في برامج الدعم النفسي الاجتماعي.   ويقدر مدير مركز البدر محمد الكردي، أعداد السوريين الذين يعانون من حالات بتر أطراف بحوالي 7500 حالة، ممن يحتاجون الرعاية الصحية والأطراف الاصطناعية.   أطفال أفقدتهم الحرب في بلادهم، أحضان عوائلهم، وأجزاء من أجسادهم، وخلفتهم لاجئين في دول الجوار، مع احتفاظهم بأحلامهم الصغيرة بالعودة إلى اللعب على تراب وطنهم.