أطفال الزعتري.. عيون تتطلع إلى خارج المخيم

الرابط المختصر

سوريون بيننا - فتون الشيخ

يولد في مخيم الزعتري يومياً ما بين 12 إلى 15 طفلاً من اللاجئين السوريين، ترافقهم إلى جانب اسم اللجوء من أول أيامهم، مشاهد أكواخ المخيم الصغيرة، وممراته الترابية، بعيدا عن مظاهر المدنية.

فيما يحاول الأهالي بالتعاون مع المنظمات الإنسانية العاملة داخل المخيم، إطلاق النشاطات البسيطة، سعيا لإخراج الإطفال بين فترة وأخرى إلى المدن الأردنية، لعلهم يرون الحياة خارج خيمهم الصغيرة.

اللاجئة السورية مريم تصف مخاوفها المتزايدة من مرور السنين على أطفالها الذين ولدوا وبدأ إدراكهم للحياة ينمو كل يوم في المخيم، واعتادوا بيئته وسوقه الشعبي، ولم يعرفوا شيئاً عن بلادهم  ولا حتى عن العالم خارج حدود هذه الصحراء.

وتضيف مريم بأنها تستغل إجازاتها من المخيم لتقيم لدى أحد أفراد عائلتها بمدينة المفرق، لتعرّف أطفالها على كل ما تحتويه الحياة الطبيعية من وسائل النقل إلى العلاقات الاجتماعية والاندماج مع جنسيات أخرى.

"زعتريون" مبادرة ترفيهية انطلقت من داخل المخيم، لتنظيم رحلات للأطفال السوريين إلى العاصمة عمّان، ضمن برنامج الدعم النفسي والاجتماعي لمنظمة "نيكود" اليابانية، بالتنسيق مع مجموعات تطوعية خارج المخيم.

وتشير منسقة المبادرة فاطمة دار عواد، أنه وبعد التصاريح من إدارة المخيم يتم تنسيق رحلة لكل ستين طفلاً من مخيم الزعتري إلى عمّان، حيث تم تنظيم 6 رحلات حتى الآن.

وتؤكد دار عواد على الأثر النفسي الإيجابي الملحوظ الذي تركته تلك الرحلات على الأطفال وسلوكهم، إذ بدأوا منذ لحظة العودة بالتفكير خارج حدود خيمهم وألعابهمم البسيطة، حالمين بعالم جميل ينتقلون للعيش فيه يوماً ما.

وتروي المتطوعة في مجموعة "همّة" مروة السحار، ملامح تجربتها مع أطفال الزعتري، مشيرة إلى ما شهدته من فروقات واضحة بينهم وبين أطفال المدن، من حيث عيونهم التي تشغف لاكتشاف كل شيء جديد، ونظرات الاستغراب لكل ما حولهم من الألعاب الكهربائية، والمساحات الواسعة المجهزة لهم وخوفهم أحياناً منها.

ويعيش في مخيم الزعتري 81 ألف لاجئ سوري أغلبهم من النساء والأطفال، وقد احتفل صندوق الأمم المتحدة للسكان مطلع الشهر الماضي بقدوم المولود رقم خمسة آلاف في المخيم، الذي يعتبر أكبر مخيم للاجئين في الشرق الأوسط، وثاني أكبر مخيمات اللاجئين في العالم.

ويبقى الأطفال هم الخاسر الأكبر في الحروب والنزاعات السياسية، وانشغال كبار اللاعبين على الساحات الإقليمية والدولية عن أحلامهم الصغيرة والبريئة.

أضف تعليقك