أبا زيد.. لاجىء يجسد المعالم السورية بأعواد ثقاب

أبا زيد.. لاجىء يجسد المعالم السورية بأعواد ثقاب
الرابط المختصر

تتحول أعواد الثقاب التي قد تحرق آلاف الأشجار التي تصنع منها، إلى أعمال فنية بين يدي اللاجئ السوري المقعد رمزي أبا زيد.

ويروي أبا زيد بداياته الفنية بتصميم ما عيرف بـ"الحرم المكي" في بلدة صيدا التي فر منها إثر الاقتحامات العسكرية لدرعا البلد، ما اضطره للجوء إلى الأردن.

وبعد لجوئه إلى المملكة، بدأ أبا زيد بتنفيذ مجسم الجامع العمري الذي لا يبعد عن منزله سوى 300 متر، واستغرق جهد شهرين ونصف بمعدل عشر ساعات عمل متواصلة على كرسيه المتحرك، وباستخدام أكثر من 58 ألفا من أعواد الثقاب.

وقد أثار أبا زيد إعجاب الناس بموهبته ودقته بتصميم مجسماته التي شارك ببعضها في معرض الهيئة الخيرية القطرية، ونظراً للتشجيع الذي لقيه من الناس، واصل أعمالا أخرى حيث صمم مجسمات للساعة الجديدة في حمص، ونواعير حماة الشهيرة.

وحول آلية عمله، يوضح أبا زيد بأنه يجهز قاعدة للعمل، ثم يصمم المجسم بالكرتون، الذي قد يكون من طرود الإغاثة، ليبدأ بعدها بإلصاق أعواد الثقاب عليه، مع إضافة اللمسات التزيينية.

ويؤكد أن اختياره لتصميم مجسمات لمعالم من المدن السورية من جنوب البلاد إلى شمالها، يأتي للتعبير عن وحدة الشعب السوري على مختلف أطيافه، خلافا لبعض الفنانين الذي لجأوا إلى المعالم العالمية.

ويشير أبا زيد أن الجزء الأكبر من مردود أعماله، يوجه للمساهمة بعلاج الجرحى السوريين في الأردن، إضافة إلى سداد جانب من احتياجاته الشخصية.

الخبير النفسي الدكتور محمد حباشنة، يرى أن "الإبداع في تعريفه هو حالة انحراف  إيجابي عن الواقع والمتاح والمتوقع، مشيرا إلى أن الإبداع الأصيل يظهر في أي وقت وأي زمان ومكان  مهما اختلفت الأحوال، وخاصة الظروف الصعبة كما هي الحال لدى أبا زيد.

ويضيف الحباشنة، بأن هناك تناسبا طرديا بين بروز الإبداع والأمن المجتمعي والاقتصادي والحياتي، حيث يتجلى أكثر كلما حصل المبدع على حالة من الأمن والاستقرار.

بأعواد الثقاب، يجسد أبا زيد المعالم السورية، علها تعيد إلى اللاجئين صورة ذهنية عن مدنهم التي فارقوها، على أمل بالعودة إليها وإعادة إعمارها على أرض الواقع.