آياد بيضاء تمتد بالعون للاجئين السوريين

الرابط المختصر

سكن متهالك تنخره الشقوق، تفترش أرضه أسرة لاجئة سورية، خلفت معيلها مقتولاً في غوطة دمشق، لتنزح إلى أطراف مدينة مأدبا من ضواحي العاصمة عمان طلباً للحياة.

تشتكي المكلومة بزوجها أم عمر ضيق الحال، فهي وطفلاها يعيشون على ما تقدمه الجمعيات الخيرية في المنطقة من مساعدات، الى جانب معونات منظمة الغذاء العالمية، التي لا تكاد تسد الرمق.

وتشير أم عمر إلى أن لا معيل لها سوى فاعلي الخير، فهي لا تملك عملاً، وتعيش في أطراف المدينة، معيلة لطفليها اللذين لا يذهبان إلى المدرسة، لعدم توفر وثائق شخصية لهما، فيما تحاول تأمين التعليم لهم بإرسالهم الى إحدى جمعيات محو الأمية.

غرفة اسمنتية متشققة، بنافذة كُسر زجاجها منذ دهر ليستبدل بقطعة كرتون تلعب الريح بها، يتوسطها مصباح صغير يجاهد في تبديد الظلام، لا يكاد نوره يصل من سقفها إلى الأرض.

تنام أم عمر وطفلاها على فراش لا يقي برد الأرضية الرطب، بسبب تسرب المياه من السقف، وشقوق الجدران، لتضطر إلى الصعود لسطح المنزل لجرف المياه عنه، كي لا تغرق الغرفة.

على هذه الحال، وصل الشاب السوري المتطوع في جمعية "سوريات عبر الحدود الخيرية" محمد ضياء، إلى منزل أم عمر، ليقرر أن يساهم بانتشال هذه الأسرة من عتمة المكان إلى سكن مناسب.

بعد قرابة الأسبوع، عاد ضياء إلى أم عمر، حاملا بعض الأثاث والبطانيات، لتنتقل الأسرة إلى منزل جديد مؤلف من غرفتين بنوافذ واسعة تقتحمها الشمس اقتحاماً، وجدران مطلية بالأبيض، مع بعض الزهور.

منزل دافئ بنور الشمس، لا أثر للرطوبة فيه، تعهد بعض فاعلي الخير بدفع إيجاره مادامت العائلة تقطنه، بينما جمع ضياء بعض النقود من آخرين لشراء لوازم المنزل من أثاث ومستلزمات الحياة الضرورية.

جلست في الصالة التي أضاءتها نور الشمس بقوة حتى غصت أعيننا، أسأل أم عمر عن حالها في المنزل الجديد، فما كان ردها إلا ابتسامة سعيدة وكلمات مقتضبة، تختزل شكرها لمن قدم لها العون، وانتشل طفليها من برد وعتمة تلك الغرفة.

يقول المثل الآسيوي القديم: الإنسان غني ليس بما يملك، بل بما يعطيه للآخرين، وهو ما يجسده كثيرون بين اللاجئين السوريين، علهم يخففوا عن بعضهم أعباء الحياة.