آثار الحرب تعقد ألسنة أطفال سوريين

الرابط المختصر

الكلام  وسيلة البشر للتواصل بين بعضهم البعض، إلا أن عدداً من الأطفال السوريين في الأردن، حُرموا من هذه القدرة بسبب آثار الحرب الدائرة في بلادهم.

والد الطفل السوري عبد الرحمن، الذي يعاني من صعوبات بالنطق، يرجع ذلك إلى الصدمة التي أصابته أثناء وجوده في سورية، وبسبب الحرب وخوفه من دويّ القذائف والانفجارات.

ويشير إلى إمكانية تأهيل عبد الرحمن، إلا أن ضيق الحال المعيشي، حال دون تسجيل الطفل في مدرسة لتعلم النطق السليم، فالأب مريض وعاطل عن العمل، ولا يملك القدرة المادية لدفع أي أقساط للدورات التدريبية.

عدنان طفل سوري آخر "8 سنوات"، مصاب بطيف توحد، وغير قادر على النطق، يؤكد والده على إمكانية إعادة تأهيل ابنه إن توفرت له الرعاية المناسبة، لكنه غير قادر على دفع تكاليف الدورات التدريبية، التي تصل إلى 250 دينارا شهريا.

 ويضيف بأن ابنه لم يكن قادرا على المشي منذ الولادة، واستطاع الأب أثناء وجودهم في سورية، دفع تكاليف العلاج الفيزيائي له، إلى أن تحسن واستكمل علاجه في الأردن، حتى تمكن من العودة إلى السير.

الناشط التربوي في مدينة اربد أحمد النعسان، استطاع إحصاء 120 طفلا من اللاجئين السوريين غير قادرين على النطق، أو يعانون من مشاكل مختلفة في النطق.

وأما سبب هذه المشكلة لدى الأطفال فيعزوها النعسان إلى أن عددا كبيرا منهم لم يعش حياة طبيعية في سورية، فالفترة التي يبدأ الطفل فيها تعلم الكلام، كان يقضيها في الملاجئ هربا من القصف.

ويوضح بأن الطفل في عمر السنة تقريبا يبلغ المرحلة التي تعرف بـ"الانفجار اللغوي"، حيث يبدأ فيها الطفل بالنطق وتعلم الكلام من أقرانه، وهو ما لم يتوفر لدى هؤلاء الأطفال بسبب الحرب.

أخصائية التأهيل في منظمة "هاندي كاب انترناشيونال"، صابرين إبراهيم، تعرب عن استعداد المنظمة لتقديم الدعم والعون لجميع الأطفال الذين يعانون من مشاكل بالنطق.

وتضيف إبراهيم بأن المنظمة تقوم بتقييم كل حالة على حدة حسب تقييم الحالة، لتقديم المساعدة اللازمة لهم، عن طريق مختصين في هذا المجال بالتحديد.

وتدعو الأهالي إلى التواصل مع المنظمة عن طريق أرقام الخط الساخن، ليتم تحويلهم إلى الباحث الاجتماعي لإجراء التقييم المبدئي للحالة، ومن ثم تحويلها إلى المختصين للحصول على الخدمة.

وتبقى استعادة القدرة على النطق أملا في عيون هؤلاء الأطفال، للمساهمة في نموهم طبيعيا، وبشكل متفاعل مع أسرته ومجتمعه.

 

أضف تعليقك