محللون : " تدفق اللاجئين يمنع الأردن من المضيّ في العملية السياسية"

محللون : " تدفق اللاجئين يمنع الأردن من المضيّ في العملية السياسية"
الرابط المختصر

مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع تجد القوى المتصارعة المحلية الإقليمية والدولية صعوبة جمّة في التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف، مما جعل تأثير الأزمة يبدو جليّاً على الدول المجاورة خاصة المضيفة للاجئين السوريين.

وحول دور الأردن الإقليمي في حلّ هذه الأزمة يجد الكثير من المحللين السياسيين أن تدفق اللاجئين عبر المنافذ و الحدود المشتركة مع سوريا يحدّ من مشاركته في العمليّة السياسيّة الرّامية لتسوية الأوضاع بين النظام السوري والمعارضة، لتكتفي الحكومة الأردنية بتكثيف جهودها على الدور الإنسانيّ تجاه اللاجئين.

هذا الصمت الأردنيّ السياسيّ جاء بعد تخبّط و" تناقض " كما يصفه المحللون السياسيّون، فالأردن استضاف المعارضة السورية ولعب دوراً هامّاً في التسوية السياسيّة في بدايات الأزمة، لكنه عاد بعد ذلك ليؤطّر تصريحاته ومبادراته والدعوة للحل السياسيّ لا إسقاط نظام الأسد.

يرى المحلل السياسيّ عامر السبايلة أن تدفق اللاجئين يسهم فعلاً في الحدّ من الدور الأردنيّ تجاه المساعي الدولية لحل الأزمة السورية، وبحسب قوله فإن الحدود الأردنية تشهد الآن وفي الأيام القادمة تدفقاً جديداً للمدنيين بعد تسارع الأحداث في الداخل السوري واتجاه المعارك هناك نحو الجنوب السوري، مما يجعل الحكومة الأردنيّة تقتصر على عمليات الأمن الحدودي والإنسانيّ فقط.

ويشير السبايلة إلى أن القرارات السياسيّة الأردنية جاءت متخبّطة في الآونة الأخيرة لكنها اعتدلت لتصبح مقتصرة على الجانب الإنسانيّ المتعلّق باللاجئين، دون التطرق إلى نظام الحكم وتداعياته في سوريا، ويضيف السبايلة: " هذا معروف عن السياسة الأردنية في كل الأزمات العربية الماضية، وكان آخرها الحرب على العراق".

وفي جلسة نظمتها مؤسسة عبد الحميد شومان لعدد من المثقفين يوم الإثنين من الأسبوع المنصرم، أكّد الدكتور جمال الشلبي أستاذ العلوم السياسيّة في الجامعة الهاشميّة أن فاتورة الدم التي يدفعها المدنيّون في سوريا واللاجئون إلى الأردن تزداد مع استطالة إيجاد الحل للأزمة.

وقال الشلبي في الجلسة التي ترأسها الدكتور ممدوح العبادي بعنوان :" الأزمة السورية وتحولات العلاقات الدولية" في عمان، إن الدور الذي قام به الأردن حتى الآن لن يكون أفضل من ذلك، وأنه معروف عن السياسة الأردنية اقتصار دورها على الجوانب الإنسانيّة  بعد أن قدّمت جهدها السياسي والدبلوماسيّ في الفترة الأولى من اندلاع الأزمة.

في الجهة المقابلة تنفي الصحفيّة السورية نهى شعبان أن يكون تراجع الدور الإقليمي للأردن تجاه القضيّة السورية بسبب تدفق اللاجئين السوريين، وأن على الحكومة الأردنيّة أن تعمل جاهدة بشكل مكثف على حل الأزمة حتى لا تتسع دائرة التحديات المحلّية الإقتصادية والاجتماعيّة في أراضيها.

وتضيف شعبان:" لا علااقة بتدفق اللاجئين السوريين بتحجيم دور الأردن السياسيّ، بل يجب أن يكون دافعاً هامّاً للحكومة الأردنية وورقة رابحة تستخدمها لتسريع حل الصراع السوري في الداخل".

يظلّ موضوع العلاقات الدولية وتأرجح الأدوار الإقليميّة حديث المحلّلين ونقاشات المثقفين إلى أن ترسو سفينة الأمن في سوريا، ويعود السوريون إلى بلدهم مغلقين وراءهم أبواب اللجوء.