هن نساء سوريات قررن أن يمارسن دورهن في اعمار وبناء الوطن خارج حدوده وذلك عبر اعادة تأهيل جيل تعليمياً اجتماعياً ونفسياً ضمن مشروع تربوي تفريغي لاستدراك بعض نواحي النقص لدى الأطفال السوريين المتواجدين في عمان.
يتمثل هذا المشروع في مدرسة موجودة في جبل التاج في عمان، تعمل فيه سيدات سوريات تطوعا دون دعم من أي جهة لتقديم المعونة لأطفال جلدتهم، فبرغم ذهاب هؤلاء الاطفال إلى المدارس الحكومية في عمان، إلا أنهم بحتاجون إلى المزيد من الاهتمام بعد انقطاعهم عن التعليم جراء الحرب في سوريا.
رشا البيطار وهي احدى المشرفات على هذه المبادرة تقول أن المدرسة تضم أكثر من مئة طفل سوري يتم فيها تعزيز المهارات اللغوية العربية والانكليزية والحسابية بالإضافة إلى تقديم التفريغ الانفعالي عبر نشاطات لاصفية.
من جانبها تشير أفنان بيبيلي وهي متطوعة في المشروع إلى أن الأحداث السورية تركت أثرا سلبيا كبيرا في نفوس الأطفال سلوكياً وانفعالياً مما أدى إلى صعوبة في طريقة تقديم المعلومات اللازمة معرفياً ومهارياً.
أما المهندسة رشا البيطار مدرسة مادة الرياضيات تعزو سبب تأخر الطلاب السوريين عن أقرانهم الاردنينن دراسياً بسبب اختلاف المناهج بين البلدين وطبيعة الدوام المسائي للمدارس المخصصة للطلبة السوريين الذي شكل ضغطاً نفسياً وعبء على المعلمين أدى إلى تأخر في المخرجات المعرفية بالاضافة إلى عدم وجود اهتمام ومتابعة من قبل الأهل وانشغالهم بمشاكل اللجوء.
الاخصائية التربوية فرح سكر تقوم بتعليم المبادئ الأولية في اللغة العربية تؤكد أن النتائج الايجابية للمشروع بدأت تظهر بعد الدرس الثالث لدى الأطفال من حيث استقبال المعلومة بطريقة صحيحة والالتزام بالانضباط داخل الغرفة الصفية بعدما كان الاطفال يلجؤون في سلوكياتهم إلى العنف في معظم الاحيان.
تبقى هذه الجهود دون الأمل المرجو لها مالم تلق اهتمام ورعاية من قبل منظمات غير حكومية مختصة بشؤون اللاجئين والأطفال, إلا أنها خطوة تشجيعية لباقي السوريين القادرين على القيام بمشاريع تخدم اللاجئ السوري وتحقق له تكيف بسيط في ظل هذه الظروف الطارئة .