قلة المنح الجامعية تزيد من أعباء طلبة الجامعات في مخيم الزعتري

مصدر الصورة: يوسف الحريري
الرابط المختصر

لم تقف معاناة الطلبة الجامعيين في مخيم الزعتري عند الظروف المعيشية وصعوبة الوصول إلى الجامعة كل يوم من المخيم، فبعض طلبة المخيم يعملون مع دراستهم لتأمين كلفة الدراسة التي أثقلت كاهلهم، في ظل قلة المنح الجامعية.

ويقول قاسم الشحمة، 22 عاما ويدرس اللغة الإنجليزية في جامعة الزرقاء الخاصة، إنه لم يُقبل في أي منحة دراسية، وهو ما دفعه للدراسة على حسابه الخاص بعد سنة من حصوله على التوجيهي، إلى جانب عمله في دكان بأجر لا يتجاوز الـ 150 دينارا شهريا لتأمين جزء من أقساط الجامعة.

ويلفت الشحمة في حديث لـ "سوريون بيننا" أنه اضطر إلى إيقاف دراسته بعد اجتياز السنة الأولى من الدراسة بسبب توقف عمله وعمل والده الذي يعمل كمتطوع في إحدى المنظمات بالمخيم ويساعده في تأمين مصاريفه الجامعية.   

ولا يختلف حال فاطمة، 20 عاما وتدرس في كلية التمريض، كثيرا عن قاسم، فقد بدأت بالعمل في الترجمة مع إحدى المنظمات قبل التحاقها بالجامعة لتأمين قسط الفصل الأول من دراستها.

وتضيف أنها ما زالت تعمل إلى جانب دراستها، لكنها تواجه صعوبة في تنظيم وقتها بين العمل والدراسة، حيث تضطر أحيانا إلى إيقاف تسجيلها في الجامعة بسبب ظروف عملها.

وقالت دراسة أطلقها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية في تموز الماضي، إن نصف الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية يواجهون صعوبة في تغطية نفقات دراستهم.

وأشارت الدراسة إلى أن 23 % غطوا العجز عن طريق العمل، واضطر 8 % منهم لتأجيل الدراسة، في حين لجأ 5 % للحصول على منح ومساعدات.

وتعمل إيمان، 19 عاما وتدرس اللغة الإنجليزية في السنة الأولى، بنقش الحناء في صالون نسائي داخل المخيم، بعد أن فشلت في الحصول على عمل في المنظمات العاملة بالمخيم لنقص الخبرة في هذا المجال.

وتضيف أنها عملت في محلات بيع الألبسة بمردود جيد، لكنها لم تستطع الاستمرار بسبب نظرة المجتمع في المخيم وساعات العمل الطويلة التي أثرت على تحصيلها الدراسي.

يقول محمد الحريري، 22 عاما ويدرس في السنة الرابعة بكلية الصيدلة، إنه يخشى فقدان عمله الذي يعتبره وفق تعبيره رئة دراسته، إذ يعمل كمتطوع في إحدى المنظمات العاملة في مخيم الزعتري حيث يقيم لتأمين أقساط الجامعة، بينما اضطر سابقا للعمل في أحد المطاعم خارج المخيم بساعات عمل طويلة.

ويضيف الحريري في حديث لـ "سوريون بيننا" أن طموحه في إكمال دراسته والحصول على شهادة جامعية دفعه للتسجيل في إحدى الجامعات على حسابه الخاص رغم وضعه المادي الصعب، بعد إخفاقه في الحصول على منحة.

ويبلغ عدد الطلبة الجامعيين في مخيم الزعتري ما يقارب الـ 265 طالبا، منهم نحو 20 طالبا يدرسون على حسابهم الخاص، حسب ما تحدث به سفير الطلبة السوريين والأردنيين في مؤتمر بروكسل، حامد الريابي، لـ "سوريون بيننا".

ويضيف الريابي أن اختيار الطلبة في المنح الجامعية يتم وفقا للمعدلات العالية في التوجيهي والتوزع الجغرافي وشروط المانح، إذ بلغ عدد المِنح الجامعية المخصصة لمخيم الزعتري لهذا العام نحو 30 مِنحة.