قراءة في تبادل طرد السفراء بين عمّان ودمشق

قراءة في تبادل طرد السفراء بين عمّان ودمشق
الرابط المختصر

- غنيمات: استبعاد فتح مكتب للائتلاف المعارض بدلا من السفارة..

- عطوان يتساءل عن سر توقيت القرار…

عشية القرارين المتبادلين بين عمان ودمشق باعتبار سفراء البلدين غير مرغوب بهما على أراضيهما، غاب هذا الملف عن أعمدة المقالات في الصحف اليومية، باستثناء مقال لرئيسة تحرير صحيفة الغد، إضافة إلى مقال للكاتب عبد الباري عطوان في صحيفة “رأي اليوم”.

وترى غنيمات أن الحكومة الأردنية تأنت كثيرا باتخاذ القرار باعتبار السفير السوري بهجت سليمان شخصا غير مرغوب به على أراضي المملكة، القرار الذي “يمثل رسالة للنظام السوري بضرورة عدم التطاول على الأردن”.

وتشير الكاتبة إلى أن “المشكلة مع سليمان أنه تخطى كل الحدود المقبولة، وقفز عن كل الأعراف التي تنظّم العمل الدبلوماسي، موجهاً نقده للنواب والوزراء والمؤسسات الرسمية”.

وتضيف بأن السفير السوري حضر الاحتفالات الرسمية بعيد الاستقلال، وزيارة بابا الفاتيكان، “وهذا يعني أن تطورا دراماتيكيا حصل بشكل مفاجئ، دفع إلى اتخاذ القرار وإعلانه”.

وتربط غنيمات توقيت اتخاذ هذا القرار بالتصعيد السوري في الداخل ضد الأردن، لناحية اتهام المملكة بتقديم خطاب مزدوج بشأن الأزمة السورية.

وتؤكد على أن مغادرة سليمان لا تعني إغلاق السفارة؛ فثمة مصالح مشتركة بين البلدين، إضافة إلى تواجد 1.3 مليون سوري يقيمون على الأرض الأردنية، يحتاجون خدمات وإنجاز معاملات لتسهيل حياتهم. وهو ما يعني بالضرورة تعيين سفير جديد في المستقبل، مستبعدة فكرة فتح مكتب للائتلاف السوري بديلا للسفارة في المرحلة الحالية.

و”المسألة الأخرى التي تبدو معلّقة، مرتبطة بالسماح للسوريين المتواجدين في الأردن بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية لبلادهم، وهي مسألة لم تحسم بعد، إلا أن المعلومات الأولية تشير إلى السماح للسوريين من غير اللاجئين بالمشاركة في العملية الانتخابية”، بحسب غنيمات.

أما الكاتب عبد الباري عطوان فيتساءل عن السر وراء توقيت القرار الأردني بطرد السفير السوري، مشيرا إلى أن السفير سليمان خرج عن الاعراف الدبلوماسية المتبعة، “إلا أن الاردن يتدخل أيضا، وبطرق أكثر قسوة في الشؤون الداخلية السورية”.

ويرى عطوان أنه “ليس من قبيل الصدفة ان يأتي طرد السفير السوري من عمان، وإمهاله 24 ساعة فقد للمغادرة، متزامنا مع بدء مناورات “الاسد المتأهب” العسكرية التي تجري حاليا قرب الحدود السورية الجنوبية وتستمر حتى الثامن من الشهر المقبل، وتشارك فيها قوات من 19 دولة”.

ويشير الكاتب إلى أن توقيت اتخاذ عملية الطرد هذه ينطوي على معان خطيرة جدا لا يستطيع المرء تجاهلها بسهولة، موجزا نتائج ذلك بعدد من النقاط، أولها إعلان السيد أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض يوم الأحد أن تدفق الأسلحة الأمريكية والعربية النوعية الى الفصائل المسلحة التي تقاتل لاسقاط النظام في سورية سيبدأ في غضون ثلاثة اسابيع وبهدف تغيير الموازين في ميادين القتال لصالح المعارضة.

وثاني النتائج، يتمثل بتزايد التوقعات حول قرب “تسخين” الجبهة الجنوبية السورية المحاذية للأردن وتفعيلها بحيث تكون منطلقا وأرضية للهجوم على دمشق، وتشير تقارير إخبارية إلى احتمالات مشاركة قوية للأردن في عملية التسخين هذه لوجستيا على الأقل، إضافة إلى إعلان الائتلاف الوطني السوري على لسان عضوه السيد أحمد جقل عن تسمية رجل الأعمال السوري الشاب محمد مروح ممثلا له في الأردن ليحل محل السفير المطرود السيد سليمان.

أما آخر النتائج، فيتمثل بمعارضة منظومة “أصدقاء سورية” الشديدة للانتخابات الرئاسية السورية، واعتبارها “مهزلة” وقتلا للحل السياسي وقرارات مؤتمر جنيف، واعادة تأكيدها مجددا على عدم شرعية النظام السوري الحالي، ورفض اي دور له في مستقبل سورية وتلميحها إلى احتمال التدخل العسكري لإحباطها، والأردن كان مشاركا في الاجتماع الأخير الذي انعقد قبل أسبوع في لندن، والعاهل الأردني عبد الله الثاني زار العاصمة البريطانية في الفترة نفسها، والتقى مسؤولين بريطانيين وكان الملف السوري محور المناقشات”، بحسب عطوان.