ظلال الموت والإصابة تلاحق السوريين في خيام لجوئهم

الرابط المختصر

يهرب السوريون من الموت في مدنهم وقراهم الى مخيمات اللجوء إلا انه يأبى الا ان يلاحقهم في مقامهم الاخير في مخيم الزعتري.

 حسين قاسم شاب بلغ التاسعة عشر من العمر وجد طلق طائش مستقرَه في رأسه، يروي والده قصة إصابته حيث كان نائما في الخيمة حين بدأ إطلاق النار في قرية الزعتري احتفالاً بالناجحين من طلاب التوجيهي فوجدت إحدى الطلقات الطائشة طريقها الى رأسه.

ونُقل حسين بحالة إسعافية إلى مشفى الجامعة الأردنية في عمان وأُجريت له جراحة مستعجلة دون استخراج الطلق الناري الذي استقر في الدماغ، مما سبب له شللا شبه كامل، فهو يستطيع الكلام ولكنه فقد الذاكرة جزئيا، ولا يستطيع التتمييز بين أمه أو اخته أو النساء الأخريات.

ولم يتم التحقيق مع والد حسين في مشفى الجامعة الأردنية حسب ما يقول الوالد، إلا أن بعض التحقيقات أجريت في مدينة المفرق، ووعد باتخاذ الإجراءات اللازمه في مثل هذه الحالات وانتهى الأمر عند ذلك بقوله "حطوه طلق عشوائي وراحت وهادا وجه الضيف".

وليس حسين بالوحيد في هذا المصير، فالطفلة هبة كان مصيرها أكثر مأساوية، تروي والدتها كيف فقدت ابنتها هبه في المخيم أثناء تفريق أعمال الشغب من قبل عناصر أمن المخيم.

وأضافت الوالدة "قام رجال الدرك بتفريق المشكلة بين بعض المشاغبين الذين تعاركوا قرب خيمتنا بالغازات المسيلة للدموع عند منتصف الليل، فدخلت قذيفة الغاز إلى الخيمة".

وقامت الوالدة بإخراج طفليها النائمين من الخيمة، لتتوجه في الصباح التالي إلى مشفى "العون" في المخيم فقد ساءت صحة هبة وعانت من الاختناقات ليلا وكان رد الأطباء بضرورة معالجتها خارج المخيم لعدم توفر الدواء المناسب لها.

كان يوم الجمعة طويلا على هبة ووالدتها التي استطاعت أخيرا وفي اليوم الثاني للحادثة اسعاف ابنتها الى مشفى إربد حيث قضت ابنة الستة أشهر بعد بعد يومين من العناية المركزه.

توفيت هبة وحاولت الأم التقدم بشكوى في المستشفى فلم يصدق روايتها أحد من الأطباء.

حادثة وفاة هبة لم تصل إلى مدير المخيم العقيد زاهر ابو شهاب لكنه علم بحادثة إصابة الشاب حسين وأكد أن ضبوطا قد سجلت بأحداث الواقعة.

وأضاف أبو شهاب بأنهم قدموا لذويه المساعدة المادية ومتابعة حالته عن طريق الجمعيات الخيرية والطبية وتأمين العلاج الفيزيائي له.

قانونيا توضح المحامية لين خياط حقوق المصابين في مثل هذه الحالات فعلى والدي الطفلة هبة التقدم بشكوى ورفع دعوى مدنية للمطالبة بالعطل والضرر والتعويض من الدرك، "فبرفع هذه الدعوى يمكن الحد من الاجراءات الامنية التي قد تلحق الضرر بأطفال آخرين"

 أما في حالة الشاب حسين فالأمل مفقود في الوصول الى المتسبب بعينه ولن يستطيع أهله الحصول على أي تعويض غير أن دعواه قد تحفز الحكومة الأردنية على اتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة إطلاق النار العشوائي للتعبير عن مشاعر الفرح القاتل

واقع يعيشه اللاجئون في مخيم الزعتري في ظل غياب المعرفة والتوعية القانونية بحقوقهم التي تضيع ما لم يكن وراءها مطالب.