سوريون بيننا-إسراء صدِّر
رغم كل الصعوبات التي واجهت الشابة السورية لارا شاهين، 36 عاما، إلا أنها تمكنت من التغلب على الواقع ونجحت بتأسيس شركة للمشغولات اليدوية، بعد استثمار مهارات نساء سوريات وأردنيات.
وتقول لارا، إن العقبة الوحيدة التي كانت تواجهها في بداية عملها أنها لم تكن تمتلك ترخيصا لشركتها، وهو ما سبب لها صعوبات في تسويق المنتجات، لكن تلك المشكلة حُلَّت بعد صدور قرارات جديدة تسمح للاجئين السوريين بالحصول على ترخيص بوجود شريك أردني. حيث حصلت لارا على ترخيص لشركتها في منتصف العام 2018 بوجود زميلتها حنان، رغم بعض الصعوبات التي واجهتها في الحصول على بعض التصاريح لإكمال الترخيص، حسب قولها.
وفي آذار 2018، أدرجت شركة لارا على خريطة
الأردن السياحية من ضمن اثني عشرة مؤسسة، وكانت الشركة
السورية الوحيدة التي تم اختيارها.
وتعد شاهين واحدة من النساء السوريات اللواتي اتجهن إلى تأسيس مشاريع
ريادية بعد اللجوء إلى الأردن، حيث قدمت مع عائلتها من دمشق في سنة 2012.
وبدأت فكرة المشروع بعد أن عايشت لارا نساء سوريات يعملن بحياكة المنسوجات والملابس وصناعة المنظفات لتغطية احتياجات أسرهن، خلال فترة تطوعها مع المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني، وهو ما لفت نظرها وبدأت .تفكر بمشروع أعمال يدوية تسند به نفسها والنساء اللواتي التقت بهن
لكن مشروع لارا لم يتوقف عن النساء السوريات فقط، بل امتد إلى استقطاب
نساء أردنيات وفلسطينيات، وهو ما وفر للنساء المكان لتبادل المهارات والثقافات
بينهن، كالخياطة والتطريز الفلاحي وصناعة القش والكروشيه، الأمر الذي أعطى
المنتجات طابعا مختلفا يتميز بالمزج الثقافي ومكنها من تنظيم بازار ضخم، حسب
وصفها.
تقول لارا "يُعرف عن السوريين والسوريات
امتلاكهم مهارة عالية في الحياكة وتفصيل الملابس، فبدأنا بتعليم نسوة أردنيات
توجهن للعمل في هذا المجال، وبرعن فيه، فأصبح لديهن مصدر دخل".
وتقول شاهين إن المشروع أضاف للنساء اللواتي عملن وتدربن معها الثقة
بالنفس بعد أن مررن بوضع إنساني حرج وصعب في سوريا، حيث أصبحت ورشات العمل رمزا
للجمال في حياتهن وأطلقن اسم "سوريا الصغيرة" على الشركة والذي تعتبره
شاهين من أكثر الإيجابيات التي حققها المشروع.
وتمكنت لارا من خلال مشروعها من تدريب أكثر من
ألف سيدة، 200 منهن بدأن عملهن الخاص في منازلهن.
وبعد مؤتمر المانحين في لندن في شباط 2016، بدأ الأردن بتقديم تسهيلات
للاجئين السوريين لتعزيز اعتمادهم على أنفسهم من خلال إنشاء مشاريع توفر فرص عمل.
وتضمن الاتفاق إصدار تصاريح عمل وتشجيع تأسيس الشركات وجذب الاستثمارات من خلال
توفير المناخ الملائم.