رغم صغر سنه.. طفل سوري يبدع في صناعة الروبوتات في الزعتري

قصة جديدة من قصص التحدي بطلها الطفل السوري حمزة حرب الذي تحدى إصابته بالشلل بالأطراف السفلية وأبدع في مجال تكنولوجيا الروبوتات.

يبلغ حمزة ثلاثة عشر عاماً ويتمنى أن يصبح عالماً متخصصاً في صناعة الروبوتات، هذه الصناعة المذهلة التي ستفيد الإنسان وتقلل من الجهد الذي يبذله لتحقيق إنجازات مختلفة.

واستهل حمزة طريقه نحو عالم الروبوتات، فكان اهتمامه بألعاب الأطفال وبالذات السيارات التي نستطيع توجيهها عن بعد والتحكم بها. وبدأت قصته بتجميع هياكل وبطاريات الأجهزة التالفة في المنزل وإعادة تدويرها في أشياء أخرى مفيدة إذ كان لديه فضول بمعرفة الطريقة التي تصنع بها الروبوتات.

يضيف حمزة: أتيت مع عائلتي الى مخيم الزعتري منذ تسع سنوات تقريباً وتمكنت بفترة ليست بالكبيرة بالتكيف مع بيئة المخيم رغم الصعوبات. ورغم إصابتي قررت أن يكون لي مجال إبداعي مختلف عن الجميع، ومن خلاله أستطيع أن أثبت قدرتي وأعمل على تنمية مواهبي. وتعلمت الكثير عن صناعة الروبوتات من خلال الاكتشاف الذاتي،

ويردف قائلاً: "لاحظت عائلتي منذ صغري كيف أنني بدأت في اكتشاف السيارات المتحركة والرغبة في تفكيكها وإعادة تركيب قطعها، وساعدوني لتنمية هذه المهارة، وابتكرت عدة نماذج منها سكوتر للأطفال وأيضاً استطعت تجميع سيارة تعمل بالطاقة الشمسية. "

 

 

وبدأ طموح حمزة بالازدياد، فهو يحاول البحث دوماً عن التطوير والتقدم من خلاله مشاهدة مقاطع مثيرة للاهتمام بهذا المجال على اليوتيوب.

وعن التحديات التي يواجها حمزة يقول، إنه يحتاج للأدوات من أجل تطوير العمل فغلاء ثمن الأجهزة يعد عقبةً أمام تطوير العمل ويوضح أن "الأجهزة عندي ضعيفة لأن الجيدة باهضه الثمن، ونحتاج أيضاً لبيئة حاضنة لهذا العلم في المخيم".

يضيف: لقد ميزني الله عز وجل بهذه القدرة والموهبة عن الأطفال في سني، لذلك أفكر دوماً في استثمار هذه القدرة لصناعة أدوات تسهل على فئة ذوي الاحتياجات الخاصة حياتهم وتيسر حركتهم وتنقلهم، فهم جزء أساس من المجتمع ومن المهم دمجهم وعدم تهميشهم. ولعل أبرز ما يتمناه حمزة أن تتبنى بعض المنظمات موهبته وتوفر له الإمكانيات المطلوبة ويتاح له دورات متقدمة للاطلاع على الجديد في مجال صناعة الروبوتات.

ويلقى حمزة تشجيعاً كبيراً من والديه اللذان يعتبرانه موهبة فريدة، ويحاولان بشتى الطرق توفير الإمكانيات لدعمه، لكنهما يخشيان أن يؤثر ما وصل إليه من علم على طفولته، فهو يجلس وقت طويل أمام شاشة الهاتف لتعلم أشياء جديدة.

ويختم حمزة قائلاً: في الحقيقة عائلتي دعمتني كثيراً ووفرت لي كل ما احتاجه لتطبيق افكاري، واستطعت تحويل المحنة الى منحة وفرصة وإن شاء الله سوف استمر وأطور افكاري في المستقبل فنحن بأمس الحاجة لهذا التقدم، وعالم الروبوتات مهم جداً في خدمة الإنسان.

أضف تعليقك