مع احتدام الصراع بين النظام والمعارضة السورية المسلحة ظهرت دولة الإسلام في العراق والشام، أو ما تعرف بـ"داعش" فجأة على الساحة السورية، معلنة إقامة دولتها في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، محاولةً زيادة هذه السيطرة ونشر أفكارها، مما أدى في نهاية إلى اصطدامها المباشر مع معظم الأطراف الموجودة على الساحة.
محمد سوري من حماة، يؤكد على ضرورة رحيل داعش بسبب أفكارها وطريقة فرضها لتلك الأفكار على المجتمع السوري، وما تسببت به من تبديد الموارد وتوسعة الجبهات على المعارضة السورية.
وما جعل محمد يتبنى هذا الرأي هو "فكر داعش المتشدد التكفيري الذي يتم فرضه بالقتل والسلاح على السوريين"، مطالبا بمغادرتهم من بلده وتركه لإبنائه.
فيما يجد ماهر وهو طالب جامعي سوري في الأردن، أن الموقف على الأرض غير واضح المعالم، فـ"هناك تناقض في التصريحات بين الجيش الحر وداعش"، حيث لا يستطيع تبني موقفا واضحا بسبب هذا الغموض.
كما لا تبدو صورة الاستقرار في سورية ظاهرة للعيان في المستقبل المنظور، بحسب السوري حسن الأعوج...
ويضيف الأعرج "لا يوجد حل في الأفق القريب للأزمة السورية في ظل اختلاف المعارضة السورية لدرجة الاقتتال فيما بينها"، داعيا إلى وحدة الصف في المعارضة حرصا على استقرار الوطن.
أما المنسق العام لتنسيقية الثورة السورية في الأردن حسين الشريقي، فيعتبر أن الحرب بين داعش والجيش الحر تمثل بداية الطريق لاستقرار الوضع في سورية.
فهذه الحرب بين تنظيم داعش والحر، بحسب الشريقي، تمثل بداية الطريق إلى استقرار سورية، وتختصر الوقت الزمني لذلك، حيث "أن داعش هي الحجر الرئيس الذي يقف عثرة في طريق هذا الاستقرار"، على حد تعبيره.
بدوره يشير المحل السياسي منار الرشواني، إلى أن الاقتتال بين أطراف المعارضة السورية قد يعطي شعورا بالقوة للنظام، حيث أن المعارضة تفرض جزءا من قوتها ومقدرتها تجاه النظام، لكنه يعطي صورة إيجابية أمام المجتمع الدولي الذي يغض الطرف عن إيجاد حل للأزمة السورية بسبب كون المعارضة السورية تحتوي تنظيمات متشددة أو "إرهابية"، بما يدعم مواقف روسيا وتبريرها لمساندة النظام.
بين غموض كبير وعدم رؤية المعالم على طريق الحل للأزمة السورية، وبين اشتداد الصراع والاقتتال بين جميع الأطراف، يبقى الوطن السوري ومواطنيه هم من يدفعون الثمن.