قال تقرير جديد أعدّته مؤسسة دولية بالتعاون مع وزارة التخطيط، إن ظروفا معيشية للاجئين سوريين في الأردن تحسنت عام 2017، بعد أن ارتفعت نسبة التحاق أطفالهم في التعليم، وانخفضت معدلات بطالتهم، وتحسنت رعايتهم الصحية.
واستند التقرير، الذي أطلقته مؤسسة "فافو" النرويجية، على بيانات من مسح لعينة تضمّ 7632عائلة سورية؛ أو 49.850 فرداً، داخل مخيمات اللاجئين وخارجها ، جمعت بين شهري نوفمبر 2017 ويناير 2018.
وأشار إلى أن لاجئين مقيمين في محافظات عمّان، الزرقاء، وإربد يمرّون بظروف معيشية "أفضل بكثير" مقارنة بمحافظات أخرى.
وأضاف التقرير أنه رغم تحسّن ظروف معيشية للاجئين، إلا أن عدداً كبيراً منهم ما زالوا يعيشون في فقر، ويعتمدون على المعونة والخدمات المساندة، وفقا لقناة المملكة.
ويرى 51% من لاجئين استطلعت أراؤهم أن ظروفهم المعيشية "بدأت بالتحسّن إلى حد ما"، و9% يرى أنها "إيجابية للغاية"، 30% توقّع أن ظروفه "بقيت على حالها"، إلا أن 10% يعتقدون أن مستوى معيشتهم لم يتحسّن.
وقارن التقرير، الذي أعد بالتعاون مع برنامج التنمية والحماية الإقليمية الأوروبية، بين ظروف لاجئين في 6 مناطق تشمل عمّان، الزرقاء، إربد، والمفرق، إضافة إلى باقي المحافظات مجتمعة، ومخيمات لاجئين سوريين.
دخل مستقر
بلغ متوسّط دخل الأسرة اﻟﺴﻨوي للاجئين في ﻋﻤّﺎن وإربد واﻟزرﻗﺎء نحو 3 آلاف دينار أردني، في حين يبلغ ألفاً في المفرق ومخيمات، وأفاد 43% من الأسر أن إجمالي دخلهم انخفض على مدار العامين الماضيين، و48% لم يتغير حجم دخلهم، و9% ارتفع دخلهم.
وأظهر التقرير أن اللاجئين القاطنين في المخيمات لا يدفعون إيجارا مقابل المسكن، في حين أن 98% ﻣن اللاجئين خارج المخيمات يدفعون للإيجار بمعدل شهري يتراوح من 120 دينارا أردنيا، إلى 150 دينارًا في أغلب المحافظات.
وأشار المسح إلى أن 95% من اللاجئين يحتوي مسكنهم على جهاز تلفزيون، 89% لديهم أطباق استقبال قنوات تلفاز، 89% لديهم ثلاجات، 82% لديهم غسالات، إلا أن 2% فقط يمتلكون جهاز حاسوب شخصي، و4% لديهم اتصال إنترنت منزلي، و1% فقط لديهم سيارة.
ويتوزّع متوسط الإنفاق الشهري للمساكن وفق بنود؛ 135 دينارا لإيجار مسكن، 21 دينارا فاتورة كهرباء، 120 للطعام، 5 دنانير فاتورة مياه، 3 دنانير لشراء مياه شرب معبأة، 10 دنانير نقل، 10 دنانير بطاقات هاتف محمول، و17 دينارا للعلاجات الطبية، ويظهر المسح أن 2% من الأسر قادرون على ادخار أموال، في حين أن ﺛﻠﺜﻲ الأﺳﺮ عليهم دﻳﻮن بمتوسط مديونية تبلغ 450 دينارا أردنيا.
وتعتبر المياه التي تصل عبر الصنبور أو من صهاريج متنقلة مصدراً رئيسياً لغالية الأسر، حيث تستخدم 39% من هذه المياه لغايات الشرب دون معالجة، و57% من الأسر تقوم بفلترة هذه المياه للشرب، في حين يلجأ 4% لشراء مياه الشرب ضمن عبوات تباع في المتاجر.
تعليم أفضل
أظهر التقرير أن 15% ممن تبلغ أعمارهم 20 عاماً فما فوق يحملون شهادة ثانوية عامة فأعلى، و24% آخرين أنهوا التعليم الأساسي، في حين أن 26% لم يلتحق بالدراسة.
وتصل ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﺤﺎق من ﺗﺘﺮاوح أعمارهم ﺑﻴﻦ 6 إﻟﻰ 11 عاماً بالمدارس إلى 99 إﻟﻰ 100%، إلا أن هذه النسب تراجعت ابتداءً من عمر 12 عاماً، حيث إن أعمار 12 سنة نسبتهم 92%، 13 سنة نسبتهم 86%، 14 سنة نسبتهم 71%، 15 و16 سنة نسبتهم 39%، 17 سنة نسبتهم 23%، 18 سنة نسبتهم 13% وتبلغ نسبة من هم في عمر 19 سنة 12%.
والتحق 95% من الأطفال السوريين بالتعليم الأساسي في مدرسة حكومية، في حين التحق 4% في مدرسة خاصة، و1% منهم التحق في مدرسة تديرها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وبالنسبة للخدمات الصحية، أظهر التقرير أن الوصول إلى الرعاية الصحية أصبح جيداً، إذ إن 80% من اللاجئين "راضون جدا" أو "راضون إلى حد ما" عن خدمات صحية يتلقونها، ويبلغ متوسط كشفية الاستشارات الطبية 10 دنانير، إضافة إلى 10 دنانير متوسط سعر الأدوية.
وأفاد 16% من العينة إصابته بأمراض مزمنة، 78% منهم يحتاج إلى متابعة طبية، و21% منهم لا يتلقى متابعة، و30% من اللاجئين تشرف على حالتهم منظمات غير حكومية، و26% يتعالجون في مراكز حكومية، و18% يتلقون علاجا في مراكز خاصة، في حين يتلقى 4% فقط خدمات طبية من (أونروا).
بطالة أقلّ
تراوحت نسبة العمالة السورية بين 48% في المفرق و65% في عمّان من إجمالي عدد اللاجئين، وسجّلت مشاركة المرأة في القوى اﻟﻌﺎﻣﻟﺔ تغيرا إيجابيا ولكن ببطء بنسبة 7%، وهي نسبة أقل من المعدل العام الأردني البالغ 16% في 2017.
وانخفضت البطالة من 61% في عام 2014، إلى 25% في 2017، الأمر الذي لا يختلف كثيراً عن معدل البطالة العام في الأردن للربع الأخير من عام 2017، والبالغ 18.5%، وبلغ معدل البطالة للرجال السوريين 23%، لكنه ضعف ذلك للمرأة.
وأظهر التقرير أن اللاجئين السوريون في الأردن بشكل عام غير مشمولين بعقود عمل، باستثناء مقيمين داخل مخيمات، أما خارج مخيمات، 2% في الزرقاء و8% في عمّان يملكون عقد عمل، مقارنة مع 43% من سكان المخيم.
ويتراوح متوسط الدخل من 200 دينار إلى 220 دينارا، حيث إن المعدّل في عمّان يصل إلى 288 ديناراً، في حين يبلغ 150 ديناراً في المفرق وفي مخيمات.
نسبة قليلة من العاملين يحصلون على مزايا عمل، إذ إن 1% من إجمالي العاملين يحصلون على راتب تقاعدي و2% تحصل على إجازة أمومة، و5% يحصل على إجازة مرضية مدفوعة الأجر.
وخلال فترة المسح، بلغت الحوادث والأمراض المرتبطة بالعمل أقل من 2% داخل مخيمات، في حين تراوحت بين 7 إلى 9% خارج مخيمات، وواحد من كل 4 عمّال تأخّر في استلام راتبه لمدة أسبوعين أو أكثر.
وبشأن عمالة الأطفال، أظهر التقرير أن 50% من الأطفال المشتغلين الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 سنة مسجلون في المدرسة، و1.7% خارج المدرسة، في حين أن 0.9% يجمع بين العمل والمدرسة، ويتراوح متوسط ساعات العمل الأسبوعية للأطفال من 30 إلى 38 ساعة.
وقال تقرير آخر أصدره البنك الدولي ، إن تراجع مستوى معيشة في دول مستضيفة للاجئين سوريين، لا يؤدي دائما إلى زيادة أعداد اللاجئين العائدين طوعا إلى بلادهم.
فافو، مؤسسة أبحاث مستقلة، مقرّها النرويج، تُركز في عملها على مواضيع رعاية اجتماعية وسياسية وتجارية، العمل والحالة المعيشية، الصحة العامة، الهجرة والاندماج، إضافة إلى مواضيع تنموية.
ويعيش في الأردن نحو 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة في 2011، منهم 671551 لاجئا مسجلا لدى الأمم المتحدة، يقطن 81.2% منهم خارج المخيمات وعددهم 545542، في حين يقطن 126009 ألفا داخل 3 مخيمات هي الأزرق 40.533 لاجئا، والإماراتي الأردني 6.903 ، والزعتري 78.605 لاجئين، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
*التقرير الإذاعي بصوت أحمد عياش