برد الوطن.. أفضل من دفء الغربة

برد الوطن.. أفضل من دفء الغربة
الرابط المختصر

مع اكتساء أرض الأردن بلون السّلام، ظل اللاجئون السوريون في المخيمات وخاصة الزعتري هاجساً يؤرق السوريين في عمّان، لتختلط في نفوس الطرفين مشاعر فرح بين قدوم زائر أبيض وبرد غربة قارس.

يقول محمد بينوني "بالنسبة لي فرحت بالخير الذي عمّ المدن على اختلافها لكنني حين رأيت العائلات سعيدة في بيوتها تنعم بالدفء ، تذكرت حال أهلنا في سورية وحال أهل مخيم الزعتري، خاصة أن هذا المنحفض كان قاسيا وصعباً على من يملك بيتاً فكيف بأهل الخيام؟".

مغترب سوري آخر يشير إلى أن قلق السوريين على حال أهل الزعتري فاق كل شيء، وأنهم كانوا يتمنون لو أنهم وصلوا لتقديم المساعدات خاصة في ظروف الشتاء الصعبة هذه لكن بعض الحملات والمعونات لم تستطع الوصول إلى المخيم بسبب تراكم الثلوج في العاصمة.

بين موجة ثلج وغيمة مطر، تحاصر الذكريات أذهان اللاجئين ومخيلاتهم حالهم قبل اللجوء، وليالي الدفء في أوطانهم مجتمعين مع عائلتهم وأقربائهم.

 تقول بنان زيدان المغتربة السورية "إن كل واحد من هؤلاء اللاجئين يتوارد إلى نفسه كيف كان يقضي فصل الشتاء وموجات الصقيع المشابهة في منزله وفي كنف وطنه".

ولم ينس المجتمع الاردنيّ أهل الزعتري، بل كتبت أقلامهم بكلمات بسيطة على صفحات التواصل الاجتماعي ترجمة مشاعرهم، يقول حسين الطويل :" أنا كمواطن أردني في هذه الموجة الثلجية أول ما يتوارد إلى ذهني هم إخواننا السوريين في الخيام، أتمنى أن يعودوا إلى بلادهم سالمين قريباً ولا يذوقون شيئا من برد لجوءهم".

وتضيف سمر المواطنة الأردنية حول هذا الموضوع: " منذ بدأ تساقط الثلوج وشعرت بالبرد تعجبت كيف لساكن خيمة أن يشعر بدفء وكيف لطفل أن يحتمل كل هذا العناء!".

زائر أبيض غير مرحب به للبعض، ساق موتاً لأحدهم، أو رجفة لطفل أو رعشة لمُسنّ، أو شوقا لدفء وطن.