نزح السوريون الى دول الجوار أملا في الحياة. إلا أن الموت يأبى إلا أن يلاحقهم حتى في رحلة النزوح متربصا في جنبات طريق النجاة
أحمد نزح واسرته مشيا على الاقدام تحت المطر والصقيع اعناهم الثلج الذي هاجم المنطقة حتى وصلوا إلى المملكة عبر معبر الرويشد الى مخيم الزعتري، جاورهم الموت طوال رحلة النزوح أعياهم برد الثلج والمطر فتوفيت إحدى النساء في آخر الخطوات الى بر الأمان.
توفيت ذات ال 55 عاما بسبب البرد فقد وصلت الى كرفنانة الاستقبال وجلست قرب باب النجاة الأخير تنتظر عبورها الى مخيم الزعتري إلا ان الصقيع أبى إلا ان يضرب جسدها الضعيف فتوفيت صباحا
أما كيف أختطف الموت الأطفال من أحضان أهلهم فيضيف أحمد: توفي الأطفال في الطريق الأول انزلقت أمه التي تحمله فسقطت فوقه فكان قضاءه الأخير أما الثاني فقد لفظ أنفاسه الأخيرة طوعا وأجهضت الأخير أمه حملها فلم يأت إلى هذه الدنيا حيا.
أم عمر لاجئة سورية لا تفتخر بالصحة الجيدة، وصلت مع الباقين الى مخيم الزعتري،كانت مع ألف من النازحين وصلوا الى الحدود، دخلت مع 260 من الآخرين بعد يومين من العذاب في الصحراء وبقي الآخرين في الانتظار بين أخضان المنخفض الجوي الذي ضرب المنطقة لثلاث ليال أخر.
وعن الجهود التي تبذلها قوات الحدود لمساعدة اللاجئين، فتشير أم عمر إلى سرعة تعامل كوادر الدفاع المدني الأردني مع كافة الحالات التي تحتاج لمساعدة بين اللاجئين ويتم نقل أي حالة الى غرفة الإسعاف على الحدود فورا ليتم فيما بعد نقلها الى المشافي المختصة في المملكة.
وتضيف أم عمر أن حالتي الإجهاض نقلتا فورا الى مشفى الرويشد وكان ذلك مع جميع الحالات الأخرى من أطفال وشيوخ والتي احتاجت لمساعدة، فهي مثلا طلبت المساعدة بسبب مرض الربو فتم نقلها مباشرة الى المشفى وأعطيت ما تحتاج من دواء وعناية مباشرة.
حماية المدنيين في اثناء الحروب واجب على جميع الاطراف المتحاربة حسب الخبير في القانون الدولي انيس القاسم، الذي يؤكد صعوبة تحميل مسؤولية أحد الأطراف عن حماية المدنيين في المناطق الحدوديةإلا من خلال معيار السيطرة على منطقة محددة.
المعيار الأساسي في هكذا نزاعات هو معيار السيطرة، أما عن المسؤولية المباشرة عن حماية المدنيين في المناطق الحدودية الاردنية السورية فيوضح القاسم ان الحرب في تلك المنطقة من أنواع الحروب المتحركة والتي تتبادل فيها قوى مختلفة السيطرة على الأرض.
ويضيف القاسم أن الفيصل في هكذا نزاعات هو قوات المراقبة الدولية في حال وجودها فبالاعتماد على بيانات هؤلاء المراقبين يمكن تحميل المسؤولية عن وفات المدنيين الى الأطراف المسيطرة على الأرض في تلك الفترات.
وعن واجب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي لحماية المدنيين في فترات الحروب يؤكد القاسم: أن جميع المنظمات الدولية الإنسانية يجب عليها وتستطيع طلب وقف إطلاق النار من الأطراف المتصارعة بهدف إنقاذ المدنيين من مواقع الصراع.
سوريون عبروا الحدود أملا في الحياة ولاحقتهم ظلال الموت في حلهم وترحالهم، مع عجز جميع الاطراف الدولية بتأمين ممرات آمنة لهم علهم يعبرون بها إلى ملاذ آمن.