الشتاء ضيف ثقيل على اللاجئين السوريين في المفرق
يحل الشتاء ضيفا ثقيلاً على اللاجئين السوريين في محافظة المفرق بمتطلباته الكثيرة التي تستنزف جيوبهم المقلوبة للخارج، فكل ما يملكونه يصرف على الثياب الشتوية والتدفئة والأغطية التي تضن بها الجمعيات الخيرية إلا على " من رحم ربي".
أبو محمد إدريس لاجىء مصاب هو وزوجته بشظايا في قدميهما ولديهما ثلاثة أولاد أكبرهم في العاشرة من عمره، لم يحصل من الجمعيات الخيرية سوى على " بطانيتين وفرشتين"، مشيرا إلى الوعود التي تلقاها من قبل الكثير من الجمعيات بإعطائه ما يكفيه من كسوة الشتاء.
ويتساءل إدريس بحسرة "منين بدها تجيني التدفئة"، فالكل يعدونه بتأمين وسائل التدفئة دون جدوى، ليستعيض بالنهاية بغاز صغير "سفير" يستخدمه عند اشتداد البرد.
واعتاد السوريون أن يجهزوا كسوة الشتاء قبل أوانه بأسابيع عديدة ولكن أم عبدو الصليبي لم تجد ما تجهزه اتقاء لهذا الضيف الثقيل فاضطرت لأن تلتقط سجادة قديمة من الشارع وتنظفها وتمدها لأولادها علّها تقيهم برودة الشتاء وصقيعه الذي لا يرحم.
معتز عباس أب لستة أطفال أكبرهم في الثالثة عشرة من عمره عانى كثيرا في طرق أبواب الجمعيات الإغاثية للحصول على وسيلة تدفئة، "لكن الكثير من الجمعيات تتعامل بمنطق المحسوبيات" على حد تعبيره.
مدير مشاريع وبرامج اللاجئين السوريين في جمعية المركز الإسلامي في المفرق الدكتور صلاح قازان، يؤكد من جانبه أن جمعيته تعد كباقي الجمعيات خطة لاستقبال فصل الشتاء وتأمين الحاجات الأساسية الخاصة بهذا الفصل.
وأشار قازان إلى أن الجمعية بدأت باستقبال التبرعات المتعلقة بهذا الفصل وغيره، موضحا بأن هناك حاجات دائمة للعائلات السورية وغيرها من العائلات الأردنية الفقيرة التي تؤخذ بعين الاعتبار.
أمام البرد القارس الذي تشهده البلاد يجد اللاجىء السوري في الأردن نفسه أمام خيارين أحلاهما مر، فإما التلحف بأغطية غير كافية، أو انتظار ما لا يأتي من وسائل تدفئة تضن بها الجمعيات الخيرية على محتاجيها.