استمرار أمد الأزمة في سوريا والمستقبل المجهول الذي ستؤول إليه البلاد يدفع معظم الشباب السوري المتواجد في الاردن إلى طلب الهجرة والاقامة الدائمة بدل اللجوء المؤقت ,خاصة أن الاردن هي دولة فقيرة الموارد محدودة الإمكانيات وترفض عملية الاندماج المحلي .
محمد شاب سوري في 27من عمره يسعى للهجرة إلى السويد بسبب ارتباطه بفتاة سويدية و رغبةً منه في استكمال دراسته هناك وتحقيق طموحه العلمي"الجامعات الاردنية تعتبر غالية بالنسبة لنا كشباب سوري لاجئ وهو أحد الأسباب للتفكير بالهجرة "
ولأن أعداد اللجوء السوري بازدياد ازدادت معه الصعوبة في تأمين فرص عيش كريم لكافة السوريين المتواجدين في الاردن بسبب قانون العمل الذي يمنع الغير أردني من مزاولة أي مهنة دون ترخيص فكان البديل هو السعي وراء حلم الهجرة لتطوير الذات وبناء حياة مستقرة وهو ما يدفع علاء للسفر خارج الاردن "اذا أردت أن أعمل مشروع صغير لكسب العيش أو أمارس مهنتي السابقة في سوريا أجد صعوبة في تكافؤ الفرص مقارنة مع ابن البلد "
حلم الهجرة لإحدى الدول الغربية يراود معظم الشباب السوري حتى قبل الأحداث الأخيرة لأسباب إما سياسية أو إقتصادية وفي وضع اللجوء تصبح الحاجة أشد للبحث عن فرص للحياة خارج الاردن إلا أن العودة بخيبة أمل والتخوف من عدم تحقيق هذا الحلم هو ما يمنع غيث في 25 من عمره من طرق أبواب السفارات لطلب الهجرة "لا أريد تقديم طلب هجرة لأي سفارة كي لا يرد طلبي بالرفض بسبب كوني سوري لكن ان اتيح لي السفر في يومٍ ما لن أتردد لحظة واحدة "
من جهته يؤكد المحامي أنيس القاسم على أن الكثير من الدول الأجنبية لديها ما يسمى بقانون اللجوء الذي يصدر عن البرلمان الخاص بكل دولة والذي يتضمن الحقوق الخاصة باللاجئين طبقاً لمعايير دولية توفر مظلة من الحمايات المقررة اللاجئين بينما لا نجد مثل هذا القانون في الدول العربية بسبب تبعيات يسببها اللجوء " لا يتمتلك الاردن امكانيات مادية لتحمل لاجئين لكن يفرض عليه كما هو الحال في الوضع السوري "
تصبح هذه الدول التي تفتح أبوابها للجوء مغرية لعدد كبير من هؤلاء الشباب السوري كونها تعطي اللاجئ الحق في التعليم والصحة واستخراج شهادات ميلاد ووفاة وتمنحه حقوق أكثر مما يتمتع بها في الدول العربية مما يجعل اللجوء إليها مطلب لكثيرين.