الدراما السورية بين النمطية والإبتعاد عن الواقع

الدراما السورية بين النمطية والإبتعاد عن الواقع
الرابط المختصر

سوريون بيننا - هادي أحمد 

في الوقت الذي تتنافس فيه المسلسلات العربية مع بعضها بعضا هذه السنة من طرح لقضايا المجتمع الحالية، كانت الدراما السورية غائبة تماما، حيث وقعت في فخ النمطية والهروب الى التاريخ من التحدث عن واقع الحال الذي يعيشه السوريون.

يعزف السوريون هذه السنة عن مشاهدة المسلسلات السورية  التي تبث في شهر رمضان لما فيها من إجحاف في رواية الأحداث بشكل مغاير أو في تبني رواية الحكومة السورية التي تنكر واقعهم.

"دراما ملقنة"أو"دراما تشبيحية" كما يسميها الطالب السوري "علي جزماتي"، يقول "جزماتي"، "لسوريون بيننا"، ابتعدت  الدراما في محتواها عن مناقشة قضايا السوريين وتمثيل واقعهم وكانت اقرب الى رواية الحكومة، التي تدعي بعدم وجود شيء في سورية وبأنها تحارب الإرهاب.

فيما تضيف اللاجئة السورية "هبة أحمد" بأن طريقة تعاطي المسلسلات السورية مع الأحداث منذ خمس سنوات تأتي من منطلق التمييع وإنكار الواقع الذي يقول أن هناك لاجئين وهناك ثورة فالمواطن السوري في هذه الدراما منسي تماما.

وتشرح الإعلامية السورية "رانيا حمور" عن سبب ابتعادها عن متابعة المسلسلات السورية بالقول "إن ماتروج له الدراما السورية في مسلسلاتها التاريخية من تصوير للمرأة على أنها معدومة الخيار وغير مستقلة في تفكيرها، مغاير تماما لما كان عليه الواقع ، فقد شهدنا اسماء عدة لنساء شغلن مناصب ووضائف منهن طبيبات ومنهن محاميات فضلا عن مشاركتهن في كافة الأحداث السياسية التي عصفت بسورية في تلك الحقبة".

لم تقدم الدراما السورية المنتجة داخل سورية اي نقد حقيقي للفساد أو الخراب الذي يحدث منذ خمس سنوات، وإنما بقيت أحادية الصورة الرواية.

وهو ما يطرحه الكاتب السوري "فارس الذهبي" حيث يقول " كانت الدراما فقط مختصة بتصفية الحسابات مع أفراد المجتمع السوري،ولم تقدم اي رواية قريبة من الواقع بل كانت تميل الى تشويهه سواء في اسماء المسلسلات التي تنتجها أو في مضمونها كمسلسل "الندم" حيث تعمد الى  تشويه معالم انتفاضته وتقديمه على انه مذنب لدى مطالبته بحريته وبأن الحرية لا تأتي عليه سوى بالدمار والتهجير ".

 

يبقى الشعب السوري مغيبا في الدراما السورية، وإذا ما دخلنا في نفق رمي المسؤوليات يبقى السؤال الأهم هو، لماذا لم تتبنى القنوات العربية أي عمل درامي يحكي واقع الحال السوري الذي يعيشه منذ خمس سنوات.