اعلاميات سوريات في الأردن ...واقع وتحديات اجتماعية ومهنية

اعلاميات سوريات في الأردن ...واقع وتحديات اجتماعية ومهنية
الرابط المختصر

تتعرض الاعلامية السورية كغيرها من الاعلاميات في عالمنا العربي لعقبات وصعوبات كثيرة سواء على الصعيد المهني الاداري أو الاجتماعي اضافة الى كونها طالبة لجوء الذي شكل تحدياً وعائقاً آخر أمام ممارسة عملها في المجال الاعلامي .

رانيا حمور اعلامية في أورينت نيوز السورية تقول أن الواقع الاقتصادي الذي تعيشه الاعلامية السورية خارج بلدها يجبرها على القبول بفرص عمل منخفضة الأجر  مما يعرضها للاستغلال المادي من قبل صاحب العمل أو لمزاولة مهنة أخرى بعيدة عن المجال الاعلامي "تضطر الاعلامية السورية للقبول بفرص عمل  أخرى  ولوقت طويل جداً كي تستطيع سد التزاماتها وخاصة عندما تكون  ربة أسرة معيلة لها ".

عدم وجود فرص عمل كافية بعيداً عن الواسطة أو المحسوبية هو تحدي آخر تواجهه الاعلامية السورية بحسب حمور"المعرفة الشخصية تلعب دور كبير في الحصول على فرصة عمل في معظم المؤسسات الاعلامية ".

ماريا مصارع  الحاصلة على درجة ماجستير في علوم التحرير من جامعة دمشق تعمل حالياً مقدمة برامج في قناة التغيير العراقية  تقول أن  سبب توجهها للعمل في مركز اعلامي عراقي هو رفض المؤسسات الاعلامية الاردنية استقبالها كاعلامية  سورية  فكان البديل هو التوجه نحو هذه القنوات  العراقية كما أن  الغالبية العظمى من المراكز والمؤسسات الاعلامية الاردنية تقيس الخبرة  المهنية الاعلامية بالسنوات وليس بالكفاءة أو الابداع مهما كان مستوى التحصيل الأكاديمي مرتفع " الكوادر والموارد المادية في القنوات الاردنية نوعاً ما قليلة بينما القنوات الاخرى ممكن تعطي مجال أكبر لأن هدفها التطوير والارتقاء  "

وتضيف مصارع بأن هناك نوع اخر من الاستغلال قد تتعرض له الاعلامية كونها إمرأة من قبل قنوات يحكمها عدم الشرف في المهنية  أو أنها قد تتعرض للتحرش أثناء تأدية عملها مما يجعلها تترك فرصة عمل حتى لو كان الأجر مرتفع "ذهبت لإحدى القنوات فطلبوا مني اجراء عمليات تجميل بوتوكس"

رزان أمين مذيعة في قناة الدنيا السورية سابقاً تتحدث عن تجربتها  بعد قدومها إلى الاردن حيث بقيت مدة ثمانية أشهر تبحث عن فرصتها في المجال الاعلامي الاردني الرسمي والخاص إلا أنها محاوالتها باءت جميعها بالفشل"  لم أيأس  طرقت جميع الأبواب سواء عن طريق الجرائد أو المعارف " ثم بعد مضي أكثر من سنة ونصف استطاعت أمين الالتحاق في مؤسسة اعلامية سورية وهي قناة أورينت .

ولأن واقع الغربة والابتعاد عن الوطن هو بحد ذاته أمر مؤلم بالنسبة للمرأة السورية اللاجئة فكيف هو الحال عندما تمتهن هذه المرأة الاعلام حيث أنها  تتابع أحداث بلدها وما يتعرض له من دمار ومآسي بشكل دائم وهو ما يزيد الطين بلة ويرفع من حدة ألام الغربة"بإمكان ربة المنزل السورية  أن تبتعد عن سماع تلك الأحداث الدامية في بلدها أما المذيعة فهي مضطرة أحياناً لإعطاء أمل للمشاهدين هي أحوز إليه منهم "

من جانبه يؤكد المحامي محمد قطيشات أنه لا توجد أي تشريعات تكفل حماية الاعلامية السورية أثناء مزاولتها لمهنة الصحافة في  الاردن وتمنع استغلالها  من قبل  أصحاب المؤسسات الاعلامية أما بالنسبة  لتراخيص المراسليين  الاعلاميين الأجانب  في الاردن فهو مرهون بدائرة المطبوعات وهيئة الاعلام المرئي والمسموع وهو المسؤول عن منح هذه الرخص  "لا يوجد الا قانون العمل الذي يضمن حقوقها العمالية "

تطمح الاعلامية السورية إلى أن تكون رائدة في مجال الاعلام لكي تشكل مرأة لبلدها يمكنها أن  تنقل الوقائع والأحداث بموضوعية وتساهم في تقديم ولو جزء بسيط من الحلول للحد مما يعاني منه بلدها  الأم سوريا.