انتشرت في الاونة الاخيرة اخبار كثيرة عن انتقال مرض السل مع اللاجئين السوريين الى الاردن وتداولت مواقع الانترنت الخبر وكان المرض يجتاح السوريين في مخيمات اللجوء وخارجها، وعلى الرغم من المصادر الكثيرة "لسوريون بيننا" في مخيم الزعتري والمخيمات الاخرى لم نستطع الوصل الى أي حالة مصابة.
مدير العيادات في مخيم الزعتري الدكتور ماجد بوان، نفى استقبال العيادات العاملة في المخيم لأي حالة من حالات الإصابة بمرض السل بين اللاجئين السوريين.
إلا أن المندوب الاداري لأحد شوارع المخيم اللاجئ السوري أبو محمد، أكد وجود عدد من المصابين يتم علاجهم حاليا في المشافي المختصة التابعة لوزارة الصحة خارج مخيم الزعتري
ويضيف أبو محمد أن المرضى لم يصابوا بالمرض في المخيم، إنما حضروا من سوريا مصابين به، وأكتشفت إصابتهم بالمرض حال وصولهم الحدود حيث خضعوا للفحوص الطبية في خيمة الإستقبال.
ويؤكد أبو محمد أن الجهات الصحية المختصة القائمة على المخيم، تقوم باستمرار بحملات توعية لخطورة هذا المرض وكيفية علاجة بين اللاجئين بمساعدة مندوبي الرعاية الصحية المسؤولين في كل شارع من شوارع المخيم.
مدير إدارة الامراض الصدرية في وزارة الصحة الدكتور خالد أبو رمان، أكد وجود 109 حالات مصابة بمرض السل بين اللاجئين السوريين ثلاثة وثلاثين منها من مخيم الزعتري والباقي خارجه.
وأضاف أبو رمان أن عدد المصابين لا يعتبر كبيرا نسبيا ولا خوف من انتشار المرض بشكل أوسع فالوزارة "تعمل على الكشف المبكر عن المرض في المخيم وتقوم بحملات خاصة أسبوعية للتحقق والكشف على اللاجئين".
ويضيف أبو رمان أن المرض "أصبح يعتبر خطرا يهدد الصحة العامة في الدولة المجاورة سوريا فبحسب مصادر الصحة العالمية زادت نسبة الاصابة بالمرض في الدولة الشقيقة واصبحت نسبة المصابين خمسة أضعاف ما هو عليه في المملكة".
ويضيف أبو رمان أن وزارة الصحة قامت باستباق للمرض ووضعت خطة طوارئ واستراتيجية متكاملة لمواجهة المرض ووقف انتقاله للآخرين، بالكشف المبكر عن المصابين ومعالجتهم، وتتابع الاشخاص الذين احتكوا بالمصاب بالفحص الدوري للتأكد من عدم أصابتهم بالمرض.
من جانبه أكد الاختصاصي بالامراض الصدرية الدكتور عبد الرحمن العناني ان عدد 109 من المصابين بين المجموع العام للسوريين في المملكه يعد "نسبة طبيعية" كما هي في المجتمعات الأخرى.
وينصح العناني الجميع بوجوب الإنتباه لأعراض هذا المرض مبكرا، ففي حال استمرار السعال لفترة تزيد عن ثلاثة اسابيع وترافقة مع ارتفاع للحراره والافرازات البلغمية الممتزجة ببعض الدم يعتبر مؤشرا على الاصابة.
ويضيف العناني أن مرض السل من الامراض الخطيرة السريعة الانتشار عبر الهواء إلا أن علاجه ليس بالعلاج الصعب، ونسبة النجاح في العلاج تكون أكبر كلما كان الكشف عنه مبكرا.
تردت الصحة العامة في الدولة الشقيقة سوريا وتكاثرت الأمراض فيها وغياب الرعاية الصحية بسبب الحرب الدائرة فيها يجعل من الواجب على دول الجوار استنفار الكوادر الطبية لمواجهة أي مرض قد يعبر الحدود.