إرتفاع تكاليف العلاج يرهق كاهل اللاجئ السوري

 إرتفاع تكاليف العلاج يرهق كاهل اللاجئ السوري
الرابط المختصر

نقلت سيارة الإسعاف طارق شاهين النازح من مدينة حمص الى مشفى الجامعة الاردنية، إثر أحتشاء في عضلة القلب، وتقرر إجراء عمل جراحي له بالسرعة القصوى، بسبب خطورة حالته الصحية التي تمنع نقله الى مشفى حكومي حيث العلاج بالمجان.

أبلغ طبيب الطوارئ شاهين عند إستقباله في المشفى، أن جميع تكاليف علاج اللاجئين السوريين تسددها جمعية العون الطبية، وكانت فاتورة شاهين الأولى 4.200 دينار أردني، لم تتكفل جمعية العون الطبية إلا ب 1.500 دينار منها.

لجأ شاهين لإكمال المبلغ المطلوب الى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فتبين ان المبلغ الذي دفعته جمعية العون الطبية هو في الأصل من حساب المفوضية، وتم تحويله عن طريق جمعية العون الطبية كونها شريك المفوضية المسؤول عن العمل الصحي الخاص بالسوريين.

رفضت جميع الجمعيات الاخرى مساعدة شاهين كونها غير مختصة بتقديم الرعاية الصحية، فلم يبق أمامه لجمع فاتورة المشفى سوى أن استدان 1000 دينار من أحد أقاربه، وصادفه الحظ بوجود متبرع في المشفى الذي يقطن فيه تبرع ب 1000 دينار أخرى، وقامت جمعية العون بتسديد المبلغ المتبقي.

المشاكل الصحية الطارئة التي تتعرض لحياة اللاجئين السوريين يصعب حلها، وقد تضع اللاجئ في ظروف تجبره على الاستدانة لدفع فواتير العلاج، بغياب ضمان صحي شامل يغطي هذه المصاريف.

ليس طارق اللاجئ الوحيد الذي وقع في هذه الظروف، فتركي خضير كاد أن يفقد فلذة كبده أثناء عبوره الى الأردن عبر الشيك، بعد 6 أيام قضاها مشيا على الأقدام تحت شمس الصيف الحارقة، أصيب أبنه البالغ من العمر 15 يوماً خلالها بضربة شمس، تسببت له بنزيف داخلي في الجمجمة.

لجأ خضير إلى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لعلاج إبنه، إلا أن صغر عمر الطفل أدت إلى تأجيل العملية عاماً كاملا، ويحاول خضير اليوم إيجاد متبرع لتسديد أجور العمل الجراحي الباهظة التي لا يملك منها شيئاً.

توجهنا بالاستفسار عن إمكانية مساعدة الحالات الصحية الطارئة إلى عدد كبير من الجمعيات، فكانت جمعية الكاريتاس هي الوحيدة التي أكدت انها على استعداد للمساعدة في دفع تكاليف العلاج، على لسان مديرة العلاقات العامة سهاد رازافيلي.

وأضافت رازافيلي أن الجمعية لا تستطيع مساعدة الجميع، فكل حالة تتم دراستها على حدة تقوم الجمعية على ضوء الدراسة بالمساهمه بدفع جزء من تكاليف العلاج، وفي حال كانت الحالة جد صعبة فقد تستطيع الجمعية تأمين جميع المصاريف المطلوبة.

زايد حماد مدير جمعية الكتاب والسنه التي تعمل على دعم اللاجئين السوريين لأكثر من عامين متتاليين، أكد ان الجمعيات الداعمة صحيا للسوريين شبه منعدمة، وحتى في جمعيتهم فالمساعدات الطارئة معقدة كونها تحتاج لموافقة الإدارة العامة في قطر لكل حالة على حدة.

يصاب اللاجئ السوري بالمرض كأي شخص آخر، إلا أن حالات العلاج المكلفة تضعه وعائلته تحت وطئة الاستدانة أو قد ينتشله من مصيبته هذه فاعل خير.

أضف تعليقك