أم عدنان لجوء في اخر العمر - فيديو
لم يقتصر اللجوء إلى الأردن على الشباب وصغار السن هربا من الأحداث في سورية، فكبار السن كان لهم نصيب أيضاً من رحلة اغتراب قاسية، عبروا بها حدود بلدهم تاركين وراءهم إما حفنات تراب خلفتها بيوتهم التي تم قصفها، أو صوراً تذكارية تجول دوماً في أذهانهم وتعيش معهم في كل لحظة يتناسون فيها أنهم بعد مرور السنون بهم يقيمون أخيراً في خيمة.
أم عدنان ذات الخمسة والثمانين عاماً تعيش مع ابنها وأولاده في مخيم عشوائي في عمان لا يملكون فيها أدنى مستويات المعيشة، تروي بحرقة تارة وتارة أخرى برضى حالها الذي آلت إليه بعد عمر كهذا، وهي "أم ثوار" لا زالت تبكيهم كلما انساب ذكرهم في الحديث من حولها.
" كنت سعيدة في بيتي وبلدي لكن لم يبقَ عندنا شيء" هكذا تجيب الحاجة أم عدنان حين يبادرها أحدهم بالسؤال عن حياتها في ريف حماة حيث كانت تقطن وأولادها وأحفادها.
في رحلة عبورها إلى الأردن تروي أم عدنان كيف كانت تشعر بالموت في أيّة لحظة، صعوبة ذلك كله لا يساوي شيئاً من حسرات تنبض في قلبها المتعب لفراقها بلدها رغماً عنها.
" أعود وأنام فوق ركام بيتي أفضل من ألف خيمة وأرقى مخيم"، تقول أم عدنان وتواصل تقطيع كسر من طعام وتقديمه لحفيدتها التي تكورت في أحضانها طوال رحلة العبور إلى الأردن، وتضيع العبرات على وجنتيها المجعدتين بين شوق لأولادها هناك وبيتها الذي صار إلى ركام.
كغيرها من اللاجئين السوريين تعدّ أم عدنان أيامها هنا يوماً بعد يوم، الخوف الذي يجتاح روحها بين فينةٍ وأخرى هو موت في الغربة.