غاب الرسامون الشباب والصغار عن معرضهم الأول " ألوان من الزعتري "، وذلك لصعوبة خروجهم من المخيم وحضور معرضهم الأول الذي أقيم على مدى يومين بحر الأسبوع الماضي في صالة "جدل" الفنية في عمان.
المعرض الذي لاقى إقبالاً كبيراً من الجمهور السوري خاصة والأردنيّ عموماً جاء تتويجاً لجهود أيادي اللاجئين الذين لم تمنعهم أغبرة المخيم من نفض أوراقهم والبدء من جديد برسم واقع صادق أو مستقبل أجمل.
وكانت منظمة "لأجل سوريا" ومقرها الإمارات قد وفرت لسبعة عشر طفلا وغيرهم من الشباب المواد اللازمة لرسم ما تمليه مخيلتهم وأيديهم وألوانهم، من لوحات كانت بمثابة رسالة إلى العالم أن للاجئين مواهبُ طيّ الخيام.
يقول محمد صدقة وهو متطوع أردني في المخيم أنه لاحظ لوحات بعض اللاجئين في الزعتري، تنمّ عن موهبة على العالم الخارجي أن يوليها عناية كبيرة.
ويضيف صدقة :" ما أردته من إثارة هذا المعرض أن يتنبّه العالم لأطفال سوريا خاصة أن الجمعيات والمؤسسات لا تعطي للطفل السوري كما يستحق من العناية اللازمة للتنبه لمواهب تكاد تندثر في هذا المخيم".
رولا عجة من منظمة "لأجل سوريا" تشير إلى أن المعرض سينتقل من عمان إلى الإمارات وأن الإقبال الذي شهده المعرض قد يساعد مستقبلاً للفت نظر الجهات المعنية بالطفولة لتبني مثل هذه المواهب الصغيرة والشابة.
ثابت المصري أحد الحضور يصف المعرض بالرائع وأنه " مطمئن " أن سوريا ستكون جميلة بما أن أنامل صغيرة كهذه تحمل كل هذا الإبداع.
في أروقة المعرض تلمح الفحم الأسود وقد تلوّن في مخيّلة الرسامة لينا محاميد من درعا الرسامة الوحيدة المتواجدة في المعرض، قبل أن يحط قلمها على اللوحات البيضاء، وترسم فصولاً أربعة كما تصف محاميد أسلوبها الفني.
وتشير لينا وهي أم شهيد أنها حاولت من خلال لوحاتها التركيز على الأمور الواقعية الخاصة بالأحداث في سوريا، إضافة إلى الصحفيين السوريين والأجانب الذين واجهوا صعوبة في نقل الحدث.
بين حركة ريشة وأخرى، استطاع رسامو المخيم مسح لون الرمال الأصفر وتلوين الحياة من حولهم كما تريده مخيلتهم.