أكاديميو سورية في الأردن .. حكاية لجوء وعمالة بعيدا عن تخصصاتهم

أكاديميو سورية في الأردن .. حكاية لجوء وعمالة بعيدا عن تخصصاتهم
الرابط المختصر

تجاوزت الأحداث في سورية حدود البلاد لتلاحق حتى اللاجئين الشباب في دول اللجوء، خاصة الأكادميين منهم الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة ضرورات العيش وسندان المستقبل الضائع في أعمال ومهن بعيدة عن تخصصاتهم وشهاداتهم التي قضوا سنوات طوال للحصول عليها.

نديم الزعبي الحاصل على بكالوريوس محاسبة من جامعة دمشق كان واحدا من هذه الشريحة والذي وصل الأردن منذ عام ونيف هربا مما تشهده بلاده.

يؤكد الزعبي بأنه حاول جاهدا الحصول على عمل قريب من مجال تخصصه إلا أن الحظ لم يحالفه، مما اضطره للعمل في محل لبيع الخضروات فترة طويلة قبل أن ينتقل فيما بعد للعمل في إحدى معاصر الزيتون.

 الزعبي وإن اختلف في المهنة التي عمل بها إلا أنه يشارك أبناء وطنه الأكادميين في الظروف التي أوصلتهم إلى هذا الحال، تلك الظروف التي تمكن بعضهم من التأقلم معها بعد أن حول منها دافعا لتقبل وضعه الجديد.

محمد الحمصي الحاصل على اجازة في هندسة المعلوماتية، دفعه احتياجه للمال وصعوبات العيش في بلاد اللجوء لتقبل ظرفه الحالي على أمل أن يعود إلى مكانه الطبيعي.

ويقول محمد إنه عمل في ورش البناء واضطر لتحمل التعب الجسدي الكبير الذي يتطلبه هذا النوع من العمل، وذلك لتأمين معيشته، إضافة إلى ضرورة إرساله جزءا من دخله إلى عائلته في سورية.

 فيما لم يتمكن عدد من الشباب السوريين الأكاديميين من التكيف مع واقعه، رافضا ما وصل إليه، كما حصل مع الشباب رائد الحاصل على إجازة في الهندسة والذي رفض واقع حاله كبائع للحلويات.

ويؤكد رائد على انعكاس حملات الملاحقة للعمال السوريين في الأردن عليهم سلبا، مشيرا إلى أن كل محاولاته للحصول على عمل في تخصصه باتت بالفشل.

أيا كانت عوامل التشابه والاختلاف بين الأكادميين السوريين في دول اللجوء إلا أنه ثمت هنالك قاسما مشتركا أكبر بينهم، وهو قناعتهم بقرب نهاية ظروفهم الحالية والعودة إلى طريقهم الذي رسموه طوال سنوات دراستهم.