ثرثرة حول قصة موت معلن!!
احساس السعادة قد لا يتجاوز اللحظات القصيرة في حلم غير واضحة معالمة او احداثه، لان التفكير بالآتي دوما يشغلنا عن التفكير بالحاضر. في قصة موت معلن للكاتب العالمي جارسيا ماركيز نجده يبحر في استعادة ذكرى مقتل سنتياغو نصار بعد سبعة وعشرين عاما من افواه من شهدوا الحادثة كبارا ومن كانوا صغارا حينها، فالجميع كان قد سمع بنية الاخوين ريكاردو بالقتل! ومع ذلك فأن ردود افعالهم جاءت باهتة وغير انفعالية واقرب الى عدم التصديق حتى وهم يرونهم يحملون السكاكين المسنونة على عيون المارة ويجاهرون بنيتهم للقتل. حتى سنتياغو ربما قد سمع بما سمعه الناس ومع ذلك لم يأخذ بالاسباب وكان يأمل ان يكمل يومه طبيعيا.
ذهبت العروس التي اعيدت يوم زفافها على اساس ان الحب يمكن تعلمه!، ذهبت العروس الى قدرها لانها لم تمنح الشجاعة لقتل نفسها او اخبار امها بحالها، ذهبت العروس لانها صدقت صديقاتها حينما اخبرنها بامكانية خداع الزوج بعذريتها المفقودة، حين اجبرت على هذا الزواج، لكل هذه لهذه الاسباب وعلى هذا الامل. وتزوجها هو لانه على امل شراء السعادة بثقل السلطة والثروة التي يملكها. لكن السؤال الصعب: كيف تجرأت العروس ووضعت الطرحة واكليل الزهور دون ان تكون عذراء!، ذهب الراوي بتفسير الامر على ان مثل هذا التصرف هو تدنيس للطهارة، ومنهم من قال بأنه شجاعة!.
الراوي وهو يستعيد ذكرى ذلك اليوم، اخذ يلملم احداث مفتتة من شهود عيان اجزموا جميعهم على براءة سنتياغو نصار من تهمة العار التي البسته اياها العروس المعادة الى اهلها وهي تختار اسما في عتمة الضرب الذي نالته من امها. لكن لماذا تختار سنتياغو نصار وتتسبب في موته في الساعات الاولى بعد زواجها! على يد شقيقيها. الاغلب انها كانت تستبعد انتقام العرب من الاخذ بالثأر وقد كان سنتياغو عربيا مهاجرا.
الناس لم تأخذ كلام الشقيقين على محمل الجد بخصوص نيتهما بالقتل حين قالا ان ما حدث لشقيقتهما كأنه حدث لهم وانه لا مهرب من ذلك فالشرف لا يحتمل انتظارا! ومع ذلك حاولوا تحذير سنتياغو واخباره بما يضمرون له، وقد عرف مثل بقية الناس بما كان يخطط له، ومع ذلك فأنه مات دون ان يعرف سبب موته.
في موت معلن تكشف لك القصة: ان لا اهمية لمعنى الاستمرار بالحياة من دون ان تعرف بالضبط ما هو المكان والمهمة اللذان حددهما لك الموت! غالبية الناس كان بامكانهم عمل شيء لمنع وقوع الجريمة ولم يفعلوا والحجج دائما جاهزة، ان قضايا الشرف هي وقف مقدس.
الحقيقة اننا نقف جميعا مكبلين امام ما هو مكتوب لنكمل الحياة بضمير متعب!.