112 عاما على هجرة الشيشان للزرقاء وتأسيسهم المدينة

112 عاما على هجرة الشيشان للزرقاء وتأسيسهم المدينة
الرابط المختصر

112 عاما مضت على وصول الشيشان الى الاردن فارين بدينهم من اضطهاد روسيا القيصرية، ووضعهم اللبنة الاولى لقرية الزرقاء التي باتت اليوم ثاني اكبر مدن المملكة.

 

ويروي الباحث الشيشاني طه سلطان مراد فصولا من تاريخ الشيشان منذ بداية هجرتهم الى منطقة محافظة الزرقاء، قائلا انهم وصلوها عام 1903، حيث استقروا حول السيل، فيما بدأ سكنهم في السخنة في العام 1911، ثم في الازرق عام 1932.

 

واضاف مراد، وهو اول طبيب عام شيشاني، كما شغل رئيسا لبلدية السخنة (1972- 1976)، ان الزرقاء حينها “ما كان فيها شيء من الحياة المدنية سوى خرائب قصر شبيب، وفور وصولهم باشروا في بناء الدور لهم وشق القنوات وبناء السدود من الرصيفة حتى عين النمرة (واستطاعوا) إحياء ضفاف النهر زراعياً خلال سنة واحدة”.

 

وتابع ان الشيشان اظهروا “مهارتهم في مجال الزراعة على الرغم من عدم وجود الآلات والمهندسين، إذ لم يكن بينهم حينها إلا دارسو الفقه والدين الإسلامي. ولكن سر نجاح هذا العمل يكمن في التعاون المخلص ما بين الشيشان أنفسهم، إذ كان العمل بالأجرة يعتبر عيباً”.

 

وبين انهم ادخلوا “ثقافة الزراعة المروية بالمياه الجارية وكذلك تبعاً لهم تم استعمال العربات التي تجرها الثيران والتي كانوا يصنعونها بأيديهم ودخلت الأردن لأول مرة عن طريقهم”.

 

وفي مجال الصناعة، يقول الدكتور مراد انه “كان مع الشيشان عند قدومهم مهنيون مثل الحدادين والنجارين والبنائين، وكانت تلك المهن وراثية في بعض العائلات، وتظهر بوادر النبوغ عندهم منذ الصغر، مؤسسين بذلك ثقافة المهنة في الحدادة والنجارة والبناء في منطقة محافظة الزرقاء، إلا أنهم لم يفلحوا في التجارة”.

 

وعلى صعيد التعليم “أسس الشيشان في السخنة عام ١٩١١ أول كتّاب بجانب جامع ليكون هذا البناء نواة للمدرسة في المستقبل” كما يوضح الدكتور مراد، والذي اشار الى انهم افتتحوا بعد ذلك مدرسة صويلح الليلية وكان ذلك في عام 1932، والتي تحولت فيما بعد الى النادي القوقازي الذي انتقل بدوره الى الزرقاء.

 

وقال ان النادي كان له “دور في فعاليات النشاطات الرياضية في الأردن، وقد سبق أن فاز ببطولة المملكة في السباحة وتنس الطاولة وكرة اليد، وله دور أيضاً في إبراز تراث الشعب الشيشاني ومناصرة قضاياه”.

 

واضاف انه لاحقا في عام 1958 تاسست الجمعية الخيرية الشيشانية التي ساهمت في مساعدة العائلات والطلاب الفقراء، ثم جاء تشكيل المجلس العشائري الشيشاني الأردني بهدف تنظيم الأمور الحياتية لللشيشان وكذلك علاقتهم مع بقية العشائر الاردنية وفق التقاليد والعادات السائدة، وخصوصا في ما يتعلق بامور مثل الجاهات والعطوات.

 

وتطرق الدكتور مراد الى الحياة الثقافية للشيشان، ومنها الرقص الفولكلوري الذي يؤديه راقصون باللباس القوقازي المعروف و”يمتاز بحركاته الرياضية العنيفة التي تحتاج إلى قدر كبير من اللياقة البدنية، ويرقص الفتى والفتاة خلاله معاً، ولكن بكل حشمة وأخلاق”.

 

ولفت الى ان العلاقات في مجتمع الشيشان تقوم على “مفهوم الديمقراطية ونفي الطبقية، ويتركز جل اهتمامهم في تكريس مبدأ احترام الصغير للكبير مهما علا شأنه وعظم”، مؤكدا انه “يستوطن قلب كل شيشاني ايمان عميق وحب كبير للإسلام، ولهذا السبب قرروا اللجوء إلى الأردن لانه من اكناف بيت المقدس، ولقربه من مكة المكرمة (ما يسهل عليهم) أداء الحج والعمرة”.

 

وقال الدكتور مراد انه “اذا تطرقنا إلى عادات وتقاليد الشيشان التي بطل بعضها مع مرور الوقت، نجد في تلك العادات شيئا من القسوة سببتها الحروب والنزاعات مع الروس، إذ أنه من العيب أن يداعب الشيشاني ابنه أو يقبله أمام مرأى الناس أو أن يبكي الوالد على ابنه المتوفى، حتى أنهم لا يتصافحون في المناسبات، وإن كان ذلك في لحظة وداع”.

 

واضاف انهم “في حال أرادوا أن يلقوا السلام على بعضهم فيكون ذلك بالمعانقة فقط لا بمد الأيدي ولا بالتقبيل، على غرار ذلك فالشيشان شعب قلوبهم طيبة، أقوياء وشجعان وتظهر شجاعتهم في الحروب إذ شارك ضباط منهم في حرب ال ٤٨ واستشهدوا، يعشقون هذه البلاد ومخلصون لها”.

 

ورغم قلة عددهم إلا أنهم استطاعوا أن يؤثروا ويتأثروا بعادات العرب، وبدا هذا واضحاً في تعلمهم العربية وإقبال عدد من العرب ممن عاشروهم على تعلم اللغة الشيشانية، حسبما يوضح محمود حسن الخلايلة، والذي قال أن والده تعلم هذه اللغة من خلال تعامله مع جيرانه الشيشان.

 

للاطلاع على تقارير: هنا الزرقاء

أضف تعليقك