رائدة أردنية شابة تبتكر أزياء من بقايا الطعام
"أنا متحمسة لمستقبل هذه الفكرة، أرى أنها وسيلة لإحداث ثورة في صناعة الأزياء"، هذا ما تحدث به الشابة الأردنية بتول الرشدان، الذي ابتكرت مشروعاً انتاجياً من خلال بقايا الطعام.
تقوم بتول بتحويل ما يتم التخلص منه غالبًا كنفايات إلى قطع أزياء راقية، بحسب ما قالته ل "صوت شبابي" : "من خلال إعادة استخدام قشور بقايا الطعام الأخرى التي ليس لها أي استخدام آخر ويتم التخلص منها فقط ، اقوم بإنشاء مواد مستدامة عضوية كمواد خام لاستخدامها في الأزياء والمنسوجات والمنتجات الداخلية الصديقة للبيئة".
فتصنع بتول الرشدان أزياء صديقة للبيئة تساهم بالتنمية المستدامة من خلال مخلفات الطعام كقشور البصل والبيض لتبتكر وتطور نسيج قابل للتصميم والتشكيل من البلاستيك القابل للتحلل .
تشرح بتول "أبتكرت نسيج حيوي قابل للتحلل (بايوتكستايل ) حيث لا يشكل تحلله ضررا للبيئة بخلاف المواد البلاستيكية التي تصنع منها الملابس والأحذية / التعاون مع أصحاب محلات الخضروات وربات المنازل للحصول على بقايا الطعام مما يدعم عملية إعادة تدوير المواد العضوية" إضافة إلى استخدامها تقنيات عالية الجودة لطباعة منتجات ثلاثية الأبعاد بإستخدام الليزر والتصميم الحيوي والهندسة المعمارية القابلة للارتداء بتقنيات عالية.
تعتبر بتول الموضة وسيلة للتوعية حول قضايا التنمية المستدامة والحد من تأثير صناعة الأزياء سلبا على البيئة
وبشكل مستمر ونهج واضح دافعت الرشدان عن القيم الإبداعية ومسؤولية صناعة أزياء بتصاميم لافتة تدعم وجود بيئة صحية للإنسان والكائنات الحية الأخرى واستحداث طرق التنمية المستدامة .
سلمى أحمد إحدى مستهلكات الفساتين والشنط التي تصممها بتول فتقول لبرنامج "صوت شبابي " إن خامة المواد جدا مريحة بل تكاد تكون أكثر راحة من المواد الأخرى التي تصنع منها الملابس والأحذية تضيف بأنها تشعر بسعادة عارمة عند أرتداءها لمنتجات لا تضر البيئة والكائنات الحية .
من أين جاءت الفكرة؟
بتول في الأساس ريادية ومهندسة معمارية لديها خبرة بالهندسة والتصميم الحيوي ، كما أنها مصممة بالتكنولوجيا المتقدمة، وحائزة على جوائز ولها خلفية في الهندسة المعمارية، إضافةً إلى عقد من الخبرة في التصميم والتصنيع الرقمي، حازت على اثنين من الدراسات العليا المرموقة، أحدهما في التصنيع الرقمي والآخر في المنسوجات المبتكرة، عند تقاطع النسيج والبيولوجيا والتكنولوجيا.
وتقول "أثارت فكرتي استغراب كل من حوليا عائلتي وأصدقائي ولم يتقبلوها في البداية، خصوصا عندما كانت تقوم بتجميع بقايا الطعام من ربات المنازل والمحلات، لكن حاليا يثق الجميع بفكرتي ويصفونها بـ الإبداعية خاصة أنها تهتم بقضايا البيئية" .
تطمح بتول بتوسع الفكرة خارج حدود المحلية وتحلم بأن تساهم بتعزيز ثقافة الأزياء الصديقة للبيئة حول العالم وتنشر فكرتها للجميع.
شاركت بتول بالفعل في فعاليات دولية مثل المنتدى الاقتصادي العالمي، وفوربس، وياهو نيوز. وعرضت إبداعاتها في بلدان مختلفة مثل؛ (سويسرا، إيطاليا، إسبانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، مصر، وغيرها..) كما شاركت في عروض الأزياء الدولية، حيث عرضت القوة التحويلية للأزياء المستدامة وأهميتها للبيئة العالمية .
و حازت الفكرة على اهتمام ودعم العديد من المبادرات التي تركز على التصنيع الرقمي مثل مساحة سوق، كما حصلت بتول عبرها على شهادتي دراسات عليا مثل CPF بالإضافة إلى دعم من Zinc وDezain“fabacadem”
أنشأت بتول شركتها الريادية الخاصة ويتم احتضانها حاليا برنامج Coeners orange IPARK ومركز الملكة رانيا لريادة الأعمال، وفازت سابقا ببرنامج "TOUCH DOWN” من السفارة الأمريكية للشركات الناشئة في الولايات المتحدة ، ولديها برنامج إرشادي للشباب في مجال الريادة من “FASHION TECNLOGY ACADEME “ في لندن
مشروع نوعي ..
وعلق الخبير البيئي والأمين العام السابق لوزارة البيئة د.محمد خشاشنة" على الآثار السلبية لصناعة الأزياء عالميا على البيئة ووصفها بالخطيرة وقال ل" صوت شبابي " إنه من الأفضل القيام بإعادة تدوير مخلفات الأقمشة كالزوائد القماشية لأن وجودها وتحللها بالبيئة يشكل خطر كبير على البيئة وطبقة الأوزون بسبب مكوناتها الخام كالبلاستيك والنايلون التي يؤدي تحللها إلى ضرر كبير بالبيئة ويؤثر سلبا بعملية التنمية المستدامة .
وأضاف يجب على كل شخص يصنع الأزياء أن يستخدم مواد بديلة للبلاستيك والنايلون ويبتكر طرق تساهم بالتنمية المستدامة حيث تبلغ نسبة مخلفات البيئة الغير قابلة لإعادة التدوير من الصناعات التنموية في المناطق الصناعية بالأردن 60 طن يوميا .
وأكد على وجود اهتمام عالمي بتشجيع هذه الصناعات للمواد العضوية ومخلفات الطعام لكن الموضوع يحتاج إلى الكثير من الدراسات لتأكيد عدم وجود ضرر لها على الإنسان.
إما بالنسبة للأردن فقال الدكتور خشاشنه إنه هناك مشاريع يتم العمل عليها من قبل الحكومة والبلديات أ"ما زلنا بالبدايات ونتطلع لدعم أكبر لهذه المشاريع وتطوير طرق الأقتصاد الدائري و التنمية المستمرة حيث لم يتجاوز معدل إعادة التدوير بالأردن 10% شاملة المواد العضوية والمخلفات الطبيعية, ويبلغ الحجم الكلي للمخلفات العضوية 50 % و20 % منها من مخلفات الطعام."