شبان أردنيون وسوريون يقودون مبادرات تعزز طموحهم المناخي

الرابط المختصر

يتزايد يوماً بعد يوم دور الشباب الأردني في مجال العمل البيئي  والمناخي ، وهو ما يعد مؤشراً  واضحاً على وعي هذه الشريحة الواسعة من المجتمع وإدراكهم لمختلف التحديات والقضايا العالمية وأثر مشاركتهم الفاعلة في مواجهتها والتخفيف من آثارها،  من خلال سعيهم لابتكار حلول إبداعية واستباقية مبتكرة في مواجهة تحديات التغير المناخي،  مزوّدين بما يمتلكونه من أدوات ومهارات فكرية تعتمد على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والابتكارات المتطورة، التي يمكنها تطوير حلول سريعة وهادفة لهذه الأزمة الملحة.

وهو ما تقوم به وزارة البيئة التي تسعى دائماً إلى إشراك قطاع الشباب بما فيهم  اللاجئين السوريين في الكثير من البرامج والفعاليات الدولية والوطنية التي تطلقها، وإفساح المجال لهم ليكونوا جزءاً أساسياً من منظومة العمل البيئي والمناخي في مجال التصدي، والحد من ظاهرة التغير المناخي التي باتت هماً شاغلاً للعالم بأسره.

وبالتوازي مع ذلك قام العديد من الشباب الأردنيين والسوريين بإطلاق مجموعة من المبادرات الشبابية لرفع الوعي بالتغير المناخي ومنهم الشاب "حسن مطرود"    الذي أطلق مبادرة باسم -آفاق جديدة- New Horizons     وهي -كما يقول- برنامج مدته 5 أشهر، ويهدف إلى تزويد اللاجئين والمجتمعات المضيفة بمهارات ومعلومات تساعدهم على تحسين وصولهم إلى الفرص وتحسين جودة حياتهم، ومن خلال هذا البرنامج قام بتدريب 25 مشاركا على التعرف على التغير المناخي وأيضاً كيفية التكيف والتخفيف من آثار التغير المناخي وتغيير نمط الحياة والسلوك لنكون قادرين على التأقلم مع التغير وتخفيف انبعاثات الكربون والإهدار في الموارد وأبرزها الماء حيث يعتبر الأردن من أكثر الدول التي تعاني من شح المياه على مستوى العالم.

ويعيش مطرود وهو لاجىء سوري في الأردن منذ عام 2013 وعمل في مجال العمل الإنساني والاجتماعي لأكثر من 7 سنوات ، وحول نشاطه في مجال التغير المناخي والحد منه يقول مطرود إن بداية اهتمامه بالتغيير المناخي كانت من خلال مشاركته في حوار طاولة مستديرة مع السفيرة البريطانية لمؤتمر الأطراف حول التغير المناخي، وكان هذا الاجتماع بتنظيم من هيئة أجيال السلام.

برنامج صَوْن

 ثم بعد ذلك ساعد اللاجىء الشاب في تنظيم وتخطيط مؤتمر الشباب المحلي الأول للتغير المناخي LCOY الذي تم تنظيمه من قبل هيئة أجيال السلام ووزارة البيئة والشباب، وشارك بعدها في برنامج "صَوْن” للعمل المناخي الشبابي، بالشراكة مع وزارة الشباب والبيئة الأردنية ومنصة نحن، واليونيسيف ثم ساعد في تنظيم النسخة الثانية من مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي.

ويهدف برنامج "صَوْن" الأول من نوعه في الأردن إلى رفع وعي الشباب بقضايا المناخ والبيئة المحلية والعالمية، وتعزيز مشاركتهم، والتأثير على أصحاب القرار وصانعي السياسات،  للتخفيف من الآثار المترتبة على التغير المناخي.

 وحول دوره في برنامج الحد من التغيير المناخي أشار مطرود إلى أنه شارك أيضاً في المؤتمر الإقليمي للشباب حول التغير المناخي في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. 

علاوة على  قيامه بتنفيذ العديد من المبادرات المناخية خلال عمله مع وزارة الشباب وهيئة أجيال السلام في برامج مختلفة من ضمنها برنامج مهاراتي وبرنامج RYSE.

ولفت محدثنا إلى أن العديد من الشباب في المجتمع المحلي لا يعرفون الكثير عن قضايا التغير المناخي، ولمس شخصياً قلة معرفة كبيرة بين الشباب وخصوصا اللاجئين رغم وجود تأثير مباشر للتغير المناخي على الشباب وخاصة اللاجئين الذين يعتبرون الأكثر هشاشة والأكثر تعرضا للآثار التي يسببها التغير المناخي.

 ولكن هذا لم يمنع من أن يكون لدى العديد من الشباب رغبة ودافعاً لأحداث تغيير فيما يتعلق بالتغير المناخي فور تعلمهم عن الآثار الكبيرة التي يسببها هذا التغير   كما يمكنهم أيضاً أن يلعبوا دوراً حاسماً في تعزيز السياسات التي تأخذ في الاعتبار مصالح الأجيال القادمة، وبالتالي ضمان توافق أهداف التنمية مع الاستدامة البيئية.

مبادرة بصمة خضراء

والشاب السوري "محمد عماد الحراكي" هو أحد الشباب المرشدين في برنامج صَوْن للعمل الشبابي المناخي بالإضافة إلى ذلك هو أحد منظمي مؤتمر LCOY السنوي، كما أقام خلال السنة الماضية مبادرة كبيرة أطلقها في باسم مبادرة بصمة خضراء

ويشرح طبيعة مبادرته التي تهدف -كما يقول- إلى توفير مساحة آمنة للشباب يتم تجهيزها وهيكلتها من خلال إعادة تدوير النفايات، واستغلال بعض المواد بطريقة فنية وإبداعية تكون ملهمة للشباب بتحفيزهم على تغيير البصمة الكربونية وعلى إعادة التدوير وتحقيق مبادئ الاقتصاد الأخضر وخلق مساحة إبداعية لهم 

 وتعليم الشباب استغلال كل ما حولهم من نفايات لإعادة تدويرها والاستفادة منها لعمل مشروع ربحي

وتم تنظيم فعالية للمبادرة وهي عبارة عن جلسة نقاشية عن البيئة الخضراء وأهمية المساحات الآمنة الشبابية في العمل المناخي.

ولفت محدثنا إلى أن هناك أعداداً لا بأس بها من الشباب الناشطين في مجال العمل الشبابي المناخي مثل الشابة الأردنية "رند خشمان" وهي أردنية الجنسية وتعمل في مشروع We4 Climate Jo وهي مبادرة اجتماعية أردنية للتوعية بآثار التغير المناخي وتقوم بعمل تدريبات للشباب بموضوع التغير المناخي في أكثر من محافظة في الأردن، كما هناك العديد من الشباب السوريين الناشطين والذين لديهم مبادرات شبابية في مجال التغير المناخي والتصدي لتأثيراته الحالية والمستقبلية.

تأثر اللاجئين من تغير المناخ

ووفقا لتقرير نشرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فان مؤشر الضعف المناخي لعام 2024 يوضح مدى تأثر اللاجئين من تغيّر المناخ،  ومدى  تأثرهم بالظروف الجوية القاسية مثل موجات الحر، مما يعكس حساسية اللاجئين وقدرتهم على التكيف. 

ووفقاً لدراسة صادرة عن مفوضية شؤون اللاجئين فإن حوالي 40 في المائة من اللاجئين في الأردن معرضون لمشاكل تغيّر المناخ، وتعرض 36 في المائة من اللاجئين بالفعل لتضرر منازلهم في المدن والقرى في الأردن بسبب الأمطار أوتسرب المياه، وهناك 14 في المائة آخرين تأثروا بسبب العواصف، بما في ذلك العواصف الرملية. وأكثر من نصف المساكن في المخيمات تأثروا بهذه الظروف. 

جدير بالذكر أن جامعة الحسين التقنية وهيئة أجيال السلام ومنظمة اليونيسف بالشراكة مع وزارتي الشباب ووزارة البيئة، ستستضيف في أيلول القادم مؤتمر الشباب المحلي للتغير المناخي 2024  LCOYتحت شعار “بناء المرونة المناخية والأمن والسلام: تمكين شباب المنطقة لاتخاذ إجراءات مناخية في المجتمعات المتضررة من النزاعات والكوارث”.

 ويهدف المؤتمر الذي يقام للعام الرابع على التوالي في الفترة مابين 27 إلى 29 سبتمبر 2024 إلى المساهمة في المناقشات الدولية حول العمل المناخي، وتمكين الشباب، وتعزيز الوحدة الإقليمية، وتسهيل تبادل الأفكار، وتسليط الضوء على الابتكارات التي يقودها الشباب، وتعزيز دور الأردن كمركز محوري لمشاركة الشباب الفعّالة في المرونة المناخية.

وسيتم عرض هذه السياسات خلال مشاركة الوفد الأردني في قمة المناخ COP29 في أذربيجان.