نساء سوريات نجحن بمشاريعهن في الأردن.. تعرف إلى قصصهن!
الأمل بالعودة الى بلادها مع زوجها وابنتها جعل خلود تعتقد أن العيش بغرفة واحدة مع عائلتها هو فترة مؤقتة لحين انتهاء الازمة، ولكن بعد مرور ثلاث سنوات تأكدت بأن عليها البحث عن مصدر رزق للبدء بتأسيس حياتهم وإنهاء حلم العودة.
تعيش خلود، 29 عاما، مع زوجها، الذي تعرض لإصابة خلال الحرب، وأطفالها الأربعة في محافظة المفرق الحدودية مع سوريا منذ أن لجأت إلى الأردن قادمة من محافظة درعا.
وتقول خلود إنه لم يكن من السهل الاعتياد على البلد والاندماج مع الناس والتقبل والتغير، فسُبل الحياة توقفت الى أن عملت في الزراعة بالبداية وعندها استطاعت استئجار بيت.
طموح خلود ليس العمل في الزراعة، لكنها كانت خطوة أولى لبدء حياتها الاقتصادية، إذ بدأت بتدريس الأطفال وتنمية مهاراتهم وتعزيزها في منزلها، وهو ما ساعدها على الاندماج في المجتمع وبناء علاقات. وتضيف "لقد نسينا فكرة العودة بعد ما تحسنت صحتنا النفسية وتحسنت حياتنا، الى أن تمكنت بعد ثلاث سنوات من استئجار مركز خاص لاستقبال الطلبة وتعليمهم وليكون هذا المشروع هو من جعلني اشعر بوجودي في المجتمع منذ تأسيسه".
ولم تتوقف عند التعليم وافتتاح مركز خاص، فشغفها وحبها للخياطة والتطريز منذ طفولتها جعلها تعود لتدريبات الخياطة والتصميم لتحقق حلم طفولتها الذي انتهى عند ملابس العابها فقط.
حصلت خلود على فرصة تدريبية من احدى المنظمات الدولية لعدة أشهر ما أهلها للحصول على شهادة معتمدة في هذه المهنة، الى ان حصلت على فرصة تمويلية مكنتها من شراء معدات الخياطة لتبدأ عملها الذي تشعر بأنها تعبر عن شخصيتها، فظروفها لم تمنعها من أن تكون رائدة في مجال الأعمال بعيداً عن جميع القوالب والصور النمطية السلبية التي تشكلت حولها.
ويرى الخبير الاقتصادي والاجتماعي حسام عايش أن الكثير من الأمور تجعل السيدة السورية مقبولة في المجال الاقتصادي وبالتالي تنعكس على مكانتها الاجتماعية، فهي تعمل في نشاط وتحاول ان تثبت نفسها في مكان العمل او الفرصة التي حصلت عليها، وهذا سهل احترام الدور الذي تقوم به وجعلها في بعض الأماكن نموذجا يحتذى به.
وتقول مساعد اول مسؤول-قسم سبل العيش للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين رانيا باكير، إن اهتمامنا الأول في قسم سبل العيش هو كيف يمكن للاجئ ان يكسب مصدر رزق بنفسه ليكون قادراً على اعالة نفسه وعائلته دون الاعتماد على المعونات بشكل كلي، كما أن وجود اللاجئ السوري في الأردن هو عنصر مهم وايجابي لأنه جاء حاملاً خبراته ومهاراته التي لم تكن موجودة في الأردن او غير حيوية وهذا ساعد على تحريك العجلة الاقتصادية.
وتضيف باكير أن مشاريع سبل العيش تستهدف الفئة العمرية القانونية 18 عام وما فوق وتقدم لهم المهارات والتدريبات اللازمة التي تمكنه من التواصل والإنتاج بفعالية ومعرفة حقوقه وواجباته في قانون العمل الأردني.
وتستمر خدمات المفوضية السامية لدعم اللاجئين السورين بهدف تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي في محافظات مختلفة من خلال مشروع "دليلكم" الذي تنفذه بشراكة مع مؤسسة نهر الأردن في برنامج تمكين المجتمعات منذ عام 2017لعام 2019 حيث كانت الفئة المستهدفة هي 30% للأردنيين و70% للاجئين السورين وبنسبة 50% للذكور و50% للإناث.
السيدة السورية نوال فهد، من درعا وتعيش في محافظة اربد، حصلت على تمويل لتقوم بإنشاء مطبخ إنتاجي تحت اسم " عزيمة صبايا" ونتيجة لتنامي الطلب على المنتجات ونجاح المشروع قامت نوال بمشاركة خمسه سيدات، وبدأت نوال وشريكاتها بالترويج للمشروع من خلال انشاء صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد استصدار التراخيص اللازمة وتصاريح عمل.
وتقول الفهد إن المشروع كان له أثر إيجابي في حياتنا، فقد حسَّن المستوى الاقتصادي والاجتماعي للسيدات بحيث مكنهن من إبقاء ابنائهن في المدارس وشراء الاحتياجات الأساسية لمنازلهن وتوفير العلاج والدواء.
ويبلغ عدد النساء السوريات اللواتي استصدرن تصاريح عمل نحو 8000 امرأة، والتي لم تكن نسبة جيدة مقارنة بعدد النساء السوريات في الأردن، لكن ذلك لا يعني عدم مشاركة النساء في الحياة الاقتصادية، إذ تتوفر طرق أخرى لمشاركتها مثل المشاريع المنزلية الصغيرة، تقول باكير.
ويذكر بأن الأردن يقوم بتطبيق خطة وطنية تتعلق بقرار 1325 صدر عن مجلس الامن بتاريخ 31تشرين الاول لعام 2000 وهو عبارة عن وثيقة دولية احدى اهم اهدفها يتمثل في إدماج النساء في عمليات الانتعاش الاقتصادي في البلدان الخارجة من النزاع من اجل إحلال السلام.
*ينشر هذا التقرير ضمن برنامج مؤسسة شبكة الصحفيات السوريات “المرأة والأمن والسلام” بالتعاون مع شبكة الإعلام المجتمعي (عمان نت)