مدارس تنظر الى حصص الرياضة والفن كـ" كماليات "
يتذمر عدد من طلبة المدارس من "غياب حصص التربية الرياضية والفنية عن جدولهم الدراسي وانحصارها بحصة واحدة اسبوعيا أو الغائها واستبدابها بحصص الرياضيات والعلوم"، عدى حصولهم على درجة العلامة في التربية الرياضية والفنية "وفقا لعلاماتهم في المواد العملية أو تبعا لأهواء المعلم".
ويؤكد طلبة أن المعلمين يطلبون مواد أولية لحصص التربية الفنية تكون مكلفة لهم ولذويهم، وقيام المعلمين بترحيل حصة التربية الرياضية إلى نهاية الدوام المدرسي، ما يدفع بعض الطلبة للهروب من المدرسة أو عدم ممارسة الرياضة للذهاب إلى المنزل.
مهارات عديدة وجديدة يمكن أن يتعلمها الطالب، في حال استغلت حصص تلك المساقات بشكل فعال، حتى إن بعض المدارس، تحول تلك الحصص، إلى حصة عمل تطوعي، لتنظف ساحات المدرسة ومرافقها. كما يقول احد الطلبة.
يرى الطالب احمد في الصف التاسع ان وضع علامات لهذه المساقات في المدارس الخاصة، يجبر طلبة المدارس، على الاهتمام بها، وتقديم أفضل ما لديهم في مواد الرياضة والفن والتربية المهنية على عكس بعض المدارس الحكومية.
من ناحيته، اكد الناطق الإعلامي بإسم وزارة التربية والتعليم ايمن بركات لـ"عمان نت" أن الوزراة تولي حصص التربية الرياضية والفنية أهمية "شأنها كشأن باقي المواد الدراسية".
وأرجع السبب إلى تجاوزات فردية من قبل إدارات المدراس موضحا بأن الإجراءات التصحيحية يجب أن تاتي من قبل مديري التربية والتعليم بكل منطقة.
فيما أعتبر المعلم نايف أبو حمد مدرس التربية الرياضية في مدرسة الحمد الأساسية في مأدبا وعضو الهيئة المركزية لنقابة المعلمين حصة التربية الرياضية من العناصر الأساسية في العملية التعليمية نظرا لانعكاس الأنشطة المدروسة والممنهجة بشكل ايجابي على سلوكيات الطالب وتحصيله العلمي".
وأشار أبو حمد إلى ضرورة تغير الجو النمطي للحصة التدريسية وتخفيف الضغظ على الطالب من خلال هذه الحصص.
ويعود سبب الغاء حصص التربية الرياضية والفنية في بعض المدارس إلى "التعامل السلبي" معها من قبل إدارات هذه المدارس. في وقت تحرص فيه نقابة المعلمين على المثلث التعليمي المكون من الطالب و الأستاذ والمنهاج بحسب أبو حمد.
نقابة المعلمين شددت على أنها "لن تتسامح مع أي ادارة تحاول إعاقة سير التعليم من خلال إلغاء حق الطالب بهذه الحصص". مطالبة الطلاب بالتقدم بشكاوى على أي تجازوات تحدث في مدارسهم.
يأتي هذا التجاوز في وقت قامت فيه وزارة التربية والتعليم بتثبيت حصص التربية الرياضية في الجدول الدراسي بحيث يكون للمرحلة الاساسية من الصف الأول وحتى السابع الأساسي حصتين في الأسبوع، وحصة واحدة في الأسبوع للمرحلتين الاعدادية والثانوية التي تمتد من الصف الثامن و حتى التوجيهي.
وتقوم إدارة النشاطات التربوية بالتعاون مع الاتحادات والجهات المحلية بإقامة بطولات خاصة في الألعاب الجماعية، والتنظيم والمشاركة في البطولات والدورات الرياضية العربية المدرسية.
وتؤكد "نظرية الذكاءات المتعددة لـ هووارد غاردنر"، على أهمية دروس الفن والرياضة والموسيقى في تكوين شخصية الطالب وتطوير قدراته الذهنية وتحسين مستويات تحصيله العلمي.
إذ يتحدث "هوارد غاردنر" عن مجموعة من الذكاءات المتعددة التي تتأثر بما هو وراثي فطري يولد مع الإنسان من جهة، ومما هو مكتسب من البيئة والوسط كالأسرة، والشارع، والمدرسة، والتربية، والمجتمع.
مقسما الذكاء إلى تسعة أنواع منها الذكاء الموسيقي، والذكاء البصري والفضائي، والذكاء الجسمي الحركي.
من جانبه، لفت أبو حمد إلى أن "عدم وجود امكانيات كافية للمدارس" لا يعتبر مبررا لإلغاء هذه الحصص أو استبدالها بحصص أخرى منهجية".
ويضرب مثلا بمدرسة الحمد التي تأخذ من مبنى مستأجر مقرا لها و لا تمتلك الامكانيات الكافية من ساحة وملعب للطلبة. إلاّ أنها نظمت فريقا لكرة القدم وشارك طلبتها في العديد من البطولات كانت آخرها بالمشاركة في جائزة الملك عبدالله الثاني للياقة البدنية محرزين 15 ذهبية.
الزيادة الملحوظة في المناهج التعليمية المسطرة للطلاب وغياب الحصص الرياضية والفنية، تسبّب للطلبة إرهاق فكري وبدني يحول دون تمكنهم من استيعاب الدروس، ويؤثـر على مستواهم العلمي ونتائجهم السنوية.
ويشار إلى أن المادة 31 من اتفاقية حقوق الطفل أكدت على "حق الطفل الحق في اللعب ومزاولة الأنشطة الترفيهية والمشاركة في الحياة الثقافية والفنية". في وقت يطالب فيه طلبة بحلّ هذه المشكلة التي أثـرت على سلوكياتهم ونمط تفكيرهم.