لوحات الفسيفساء بآيادي سورية وأردنية في مشروع حرفي مشترك

لوحات الفسيفساء بآيادي سورية وأردنية في مشروع حرفي مشترك
الرابط المختصر

بدأ ٢٥ شاباً وشابة من ذوي الإعاقة الحركية مشروع إنتاج لوحات الفسيفساء والخزف، كفكرة تجمع بين سوريين وأردنيين تم تدريبهم على فن الحرف اليدوية في معهد الفسيفساء والترميم.

 

 

الأربعيني عبد الإله الشريف سوري الجنسية يعاني من إعاقة حركية منذ الطفولة ويستخدم الكرسي المتحرك، لجأ إلى الأردن هربًا مما تمر به بلاده من عدم استقرار وتدهور الأوضاع الأمنية.

 

عمل عبدالإله في العديد من القطاعات منها الزراعية والتجارية قبل مغادرة وطنه، وافتتح متجره الخاص ببيع الأدوات المنزلية الذي اضطر إلى تركه وكل ممتلكاته بحثاً عن الأمن والاستقرار.

 

قدم المشروع فرصه مهمة لعبد الإله لدخول مجال عمل جديد، فبعد العديد من المحاولات غير الناجحة في البحث عن وظيفة منذ دخوله الأردن كانت الحرف اليدوية الأكثر انسجاماً مع خبرته واحتياجاته، استطاع وبالتعاون مع أصدقائه الأردنيين فتح مشروعه الخاص من داخل منزله لإنتاج اللوحات الفسيفساء.

 

 

تمكن ياسين سلامة من المشاركة في هذه الدورة بعد أن ترشح من قبل أحد الجمعيات المعنية برعاية شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة في الأردن، ومع خبرته السابقة في عمل النجارة استطاع أن يتميز في إنتاج لوحاته والتي تتطلب بحسب قوله "الدقة والصبر واللمسات الفنية".

 

لم تقل أهمية المشروع لدى ياسين ذوي الإعاقة الحركية لما هي عليه لدى زميله عبدالإله، فهي مصدراً جديداً تساعده على تأمين متطلباته المادية وعائلته الكبيرة، وهو يتمنى تطويرها مع زملائه لمشروع إنتاجية كبير يساهم في توفير وظائف للأشخاص ذوي الإعاقة بشكل عام.

 

ويطالب الزميلان بتوفير دعم مالي وتسهيلات تساهم في توفير الأجهزة والمعدات اللازمة للمشروعهم المشترك، بالإضافة إلى تقديم تدريباً حول آلية التسويق وترويج المنتجات النهائية.

 

 

وبحسب مسؤولة التدريبات ومدربة الحرف اليدوية في معهد الفسيفساء والترميم سماهر الخميس، فإن الحرف اليدوية ذات تكلفة انتاجية منخفضة كونها تعتمد على المجهود الشخصي والموهبة فقط، ومعظمها لا تحتاج لمكان واسع أو متخصص حيث أنه يمكن من العمل ضمن مساحة صغيرة، وبذلك يكون الشخص العامل قد وفر الكثير مقابل العائد المادي.

 

 

يعتمد التطور في حرف الفسيفساء كما تقول الخميس على المتدرب نفسه كونها لا تحتاج للتنقل أو حتى العمل المستمر ضمن نفس الفترة لذلك يستطيع المتدرب تطوير نفسه بسهولة.

 

ومن جهتها أكدت أمينة صندوق جمعية الأردنية لصناع الحرف سناء غيث أنه من خلال الفترة الماضية تم إشراك ٦٠ حرفي سوري الجنسية من خلال أنشطة الجمعية، حيث أدخلوا بعض الحرف الجديدة أبرزها النقش بالصدف.

 

 

وتبين غيث أن الجمعية أدمجت الحرفيين السوريين في خدماتها المختلفة، وتم تقديم لهم فرص تدريبية، بالإضافة إلى مشاركتهم في المعارض والبازارات لعرض وبيع منتجاتهم في جميع أنحاء المملكة .

 

وفق رئيس وحدة اللجوء السوري في وزارة العمل حمدان يعقوب فأغلب الحرف اليدوية متاحة أمام اللاجئين السوريين للعمل بها, ويوجد اقبال لا بأس به على العمل في هذه المهن من قبلهم.

 

كما صدرت مؤخراً تعليمات بموجب قرار مجلس الوزراء تقضي بالسماح للاجئين السوريين ممارسة مهن الحرف اليدوية من داخل المنزل بالإضافة إلى المهن في تحضير الأطعمة والخياطة.

 

هذا وقد قامت وزارة العمل كما ذكر يعقوب بإجراءات عديدة لتسهيل العقبات أمام وصول السوريين إلى سوق العمل بشكل منظم, وتم نشر تعليمات خاصة بإجراءات استخدام العمالة السورية في الجريدة الرسمية مؤخراً, كان من ضمنها إعفاءهم من كافة رسوم تصاريح العمل وشهادة الفحص الطبي الخاصة بتصاريح العمل والذي بدأ من تاريخ 5/4/2016 وتم تمديد الإعفاء عدة فترات وآخر فترة تمتد لغاية 31/12/2018.

 

نصت المادة ٢٥ من قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 20 لسنة 2017، على وزارة العمل ومؤسسة التدريب المهني كل حسب اختصاصه بالتنسيق مع المجلس القيام بتضمين سياسات واستراتيجيات وخطط وبرامج العمل والتدريب والتعليم المهني والتقني والمناهج ذات الصلة، تدابير تكفل استيعابها للأشخاص ذوي الإعاقة، وتحقيق استفادتهم منها على أساس من المساواه مع الآخرين.

 

 

وينظر المجلس الأعلى لحقوق ذوي الإعاقة إلى أهمية التدريب المهني من أجل الوصول بالشخص ذوي الإعاقة لاحتراف مهنة وبتالي الحصول على العمل والتمكين الاقتصادي. ويندرج على خطة المجلس من خلال مديرية العيش المستقل التسنيق مع مؤسسة التدريب المهني بتطوير المعاهد التابعة للمؤسسة لتصبح مهيئة لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة.

 

 

وحدد المجلس أبرز العقبات التي تقف أمام حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على فرص جيدة بالتأهل والتدريب تلخصت بمجموعة نقاط أبرزها صعوبة وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إلى معاهد التدريب المهني، وعدم توفر الترتيبات التسيرية في مناهج مؤسسة التدريب المهني بحيث تكون سهلة الاستخدام من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة ناهيك أن معظم المعاهد غير مهيئة بيئياً للأشخاص ذوي الإعاقة.